في إطار الجهود المبذولة لمحاربة الهشاشة والتهميش بالوسط القروي ، رصد صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية غلافا ماليا بقيمة 4ر26 مليون درهم كدعم مالي لاقتناء 84 حافلة نقل مدرسي لفائدة 42 جماعة قروية موزعة بالنفوذ الترابي لإقليمسطات. وأفادت وثيقة لقسم العمل الاجتماعي بعمالة اقليمسطات أن هذه الحافلات المدرسية، التي تمت برمجتها للفترة الممتدة ما بين 2011 و2017، والتي بلغت كلفتها الاجمالية 56ر36 مليون درهم يستفيد منها حاليا ما مجموعة أربعة آلاف و598 تلميذا وتلميذة من مختلف المستويات التعليمية. وبالمناسبة ، أكد السيد صالح حمو رئيس جمعية الخير للنقل المدرسي ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، اليوم الاثنين بجماعة مسكورة ( إقليمسطات ) التي استفادت من هذه الحافلات ، أن حافلتي النقل المدرسي التي تشرف عليهما الجمعية بتراب هذه الجماعة ، كان لها وقع كبير في الحد من ظاهرة الهدر المدرسي ، وفي التشجيع على التمدرس وخاصة في صفوف الإناث. وأوضح أنه مع بداية استعمال هاتين الحافلتين في 2017 ، بشراكة مع الجماعة، تمكن التلاميذ من متابعة دراستهم خلال الموسم الدراسي الحالي في ظروف ملائمة، حيث لم تسجل ، لأول مرة ، أي حالة غياب خاصة في صفوف الفتيات. وأشار الى أن هاتين الحافلتين، اللتين تكفل صندوق المبادرة الوطنية للتنمية باقتنائها بما مجموعة 900 ألف درهم، تبقى طاقتهما غير كافية لاستيعاب الاعداد المتزايدة من التلاميذ والتلميذات ، القاطنين بالدواوير النائية التي تبعد عن مؤسساتهم التعليمية بعدة كلومترات ، قد تصل إلى 24 كلم. وفي السياق ذاته لم تخف سهام دعنون إحدى تلميذات المستوى الثالث اعدادي بالجماعة ، مستوى المعاناة التي كانت تواجهها ، في قطع المسافات الطويلة لبلوغ ثانويتها وخاصة في فصل الشتاء مع تهاطل الامطار وكثرة الاوحال مما يتعذر عليها في اغلب الأوقات عدم مراوحة بيتها وبذلك تتراكم عليها الدروس مع كثرة الغياب. ومع استعمالها هذه السنة للنقل المدرسي ، تضيف سهام، استطاعت أن ترفع من مستوها الدراسي ، حيث يبقى لها الوقت الكافي للتحصيل ولإعداد واجباتها المدرسية مما جعلها ضمن زمرة من الفتيات المتميزات. ويذكر أن حافلات النقل المدرسي على مستوى الاقليم ساهم في اقتنائها وتسييرها ، كل من المجلس الاقليمي بعمالة إقليمسطات والجماعات القروية المعنية ، فضلا عن جمعيات المجتمع المدني الفاعلة في مختلف القطاعات.