بعد تصدره لنتائج الانتخابات التشريعية وقيادته للحكومة لولايتين متتاليتين، أصبحت شعبية "البيجيدي" على المحك وتراجعت مصداقيته لدى المغاربة، بعدما استسلم للضغوطات ونكته للوعود التي قطعها خلال حملتيه الانتخابيتين بمحاربة الفساد . هذه المعطيات، زادها الانقسام الكبير في صفوف الحزب الذي عرفه الحزب بعد إعفاء بنكيران من رئاسة الحكومة، حيث اتسعت الهوة بين تيار موال لبنكيران وتيار يدافع عن اختيارات سعدالدين العثماني، الأمر الذي استغله عزيز أخنوش، رئيس جزب التجمع الوطني للأحرار، ويضرب العدالة والتنمية في معاقلها، ويستقطب مناضلين جدد، في أفق احتلال صدارة المشهد السياسي في الاستحقاقات والجماعية التشريعية المقبلة.
تحركات حزب الحمامة بالمدن التي يسيرها حزب العدالة والتنمية أصبحت تزعج صقور "البيجيدي"، بعدما عمد مناصرو الحمامة على اقتحام مناطقهم الانتخابية ونهج سياسة الإسلاميين في الاستقطاب، بتوزيع قفة رمضان، وتقديم وعود بمساعدة الطبقات الفقيرة خلال الأعياد والدخول المدرسي، وهي الخطة التي ينتهجها "البيجيديون" منذ سنوات لضمان الأصوات الانتخابية وتحصين معاقلهم، الأمر الذي اعتبره أنصار المصباح تهديدا خطيرا يتربص بهم، ويؤشر على فقدانهم لصدارة المشهد السياسي المغربي.
ويرى متتبعون أن أخنوش استطاع خلق حركية في المشهد السياسي المغربي، بقيامه بجولات مكوكية بمختلف الجهات، وإعادة هيكلة التنسيقيات الجهوية والإقليمية للحزب، وتشكل تنسيقيات للشبيبة التجمعية والمنظمات الموازية، واستقطاب أعيان بعدة مدن، ورجال المال والأعمال، الذين منحوا أموالا للحزب، كان آخرها إعلان محمد بودريقة، الرئيس السابق لفريق الرجاء البيضاوي، منح الحزب الأزرق مبلغ 900 مليون سنتيم، تستمر إلى غاية انتخابات 2022، موزعة على 15 مليون سنتيم كل شهر.
هذا المبلغ الشهري، حسب مصادر صحافية، سيصرف في دائرة الفداء درب السلطان حيث أخذ بودريقة على عاتقه مهمة استقطاب منخرطين جددا للحزب والقيام بأنشطة اجتماعية، مبديا استعداده صرف مبالغ مالية أكبر، وهو ما يقوم به رجال أعمال بمختلف مدن المملكة، ما سيربك الإسلاميين ويدفعهم للبحث عن بدائل أخرى تمكنهم من الحفاظ على قواعدهم الانتخابية.