يعتبر العمل السياسي من بين أهم الحقول الحيوية التي تقوم بتنظيم حياة الأفراد في جميع المجالات سواء الثقافية أو الاجتماعية أو الاقتصادية،بل و الدينية أحيانا،لذلك تتواجد بالمغرب مجموعة من الأحزاب التي تتجلى وظيفتها في تأطير المواطنين و تسهيل عملية اندماجهم في الحقل السياسي و من تم إشراكهم في تدبير الشأن العام. لا شك في أنه من أكبر المشاكل التي يواجهها القطاع السياسي بالمغرب هو عزوف الشباب عن العمل السياسي،خاصة و أن الشباب يشكل الفئة العمرية الأكثر ارتفاعا في البنية الهرمية للمغرب. تعددت أسباب ظاهرة عزوف الشباب عن السياسة إلا أنني لخصتها في هذا التقسيم الذي تتبادل فيه الدولة و المواطن معا دور المسؤولية. بخصوص المواطن يتجلى ذلك في مجموعة من العوامل و منها: 1_تفشي ظاهرة الأمية مما يجعل غالب المواطنين جاهلين لحقوقهم وواجباتهم و من تم العمل السياسي ككل. 2_ضعف الشعور بحس الانتماء الوطني. 3_استمرار العمل بالمنطق الشخصي و بأنانية في التعامل مع القضايا المرتبطة بالمجال السياسي. 4_فقدان المواطن الثقة في كل ما أتى و فيما سيأتي. 5_ارتفاع نسبة البطالة و عدم اهتمام السياسين بهذه الفئة خاصة ذوي الشواهد العليا. أما فيما يخص الدولة و الأحزاب فهما يتحملان المسؤولية الكبرى و الأعمق في شيوع هذه الظاهرة: 1_غياب برامج انتخابية واضحة المعالم،ثم الكذب و البهتان في الخطابات السياسية،بحيث أنك تجد فارقا كبيرا بين الخطاب السياسي و بين الممارسة السياسية. 2_عدم اهتمام الأحزاب بالمجالات الحيوية كالتعليم و الصحة و العدل. 3_التضارب حول المصالح الشخصية بالنسبة للعديد من السياسيين بدل خدمة البلاد التي تعد المصلحة الأسمى و الكبرى. 4_تشابه البرامج الانتخابية إذ أنك و أنت تتصفح البرامج الانتخابية الأخيرة (الانتخابات التشريعية 2016) كأنها برنامج واحد موزع بين مختلف الأحزاب . 5_عدم تعريف الأحزاب بتوجهاتها الإيديولوجية 6_الخلط بين الدين و السياسة لدرجة أن الدين أصبح يخدم المجال السياسي و من تم استغلال العقول الضعيفة انطلاقا من المرجعية الدينية. 7_عدم معاقبة المتورطين في قضايا الفساد بالبلاد و نهج سياسة (عفا الله عما سلف) 8_غياب دور الشباب التي من شأنها أن تدمج الشباب في المجالات السوسيواقتصادية و من تم المجال السياسي. تلخصت كل هذه الأسباب و ساهمت بذلك في نضج ظاهرة عزوف الشباب عن السياسة و بالتالي ما يمكن قوله بأن معالجة الرهانات و التحديات المطروحة لن يكون إلا بمشاركتنا نحن الشباب في العملية السياسية،فنميز بذلك بين الأحزاب التي هدفها خدمة مصالحها الشخصية و بين الأحزاب التي تضع مصلحة البلاد و العباد فوق كل اعتبار،و بدون مشاركة الشباب في العمل السياسي لن تتحقق الديمقراطية في أبعد تجلياتها،لأننا نحن الشباب أدرى بمشاكلنا و أدرى كذلك بحلولها.