كثيراً ما يعتمد الباحثون في مجال الطب على الدراسات الإحصائية. وفي السويد كشفت دراسة أجراها باحثون في جامعة ستوكهولم أن فقدان حاسة الشم في بعض الحالات يمكن أن يكون إشارة تحذير من الموت. وفقاً لدراسة حديثة نشرها موقع صحيفة "ديلي ميل هيلث"، فإن فقدان حاسة الشم لدى كبار السن قد ينبئ بالموت خلال 10 سنوات بعد فقدان الحاسة. إذ أظهرت دراسة إحصائية أجريت على ما يقارب 1800 مشارك تراوحت أعمارهم بين 40- 90 عاماً، أن الأشخاص الذين واجهوا صعوبة بتمييز الروائح، كانوا أكثر عرضة من غيرهم للموت خلال عقد من الزمن بعد إصابتهم. غير أن الباحثين أشاروا إلى أن هذه النتائج ليست مرتبطة بالإصابة بأمراض تسبب فقدان حاسة الشم، مثل ألزهايمر أو باركنسون أو غيرها. واكتشف الباحثون في جامعة ستوكهولم في السويد، ارتفاعاً لخطر الموت المبكر لدى الأشخاص الذين سجلوا نقاطاً أقل بالتعرف على روائح مختلفة، عرضت عليهم أثناء الاختبار. إضافة إلى ذلك أظهرت الدراسة، أن فقدان حاسة الشم شائع بين كبار السن، بنسبة 70% في حين تصل النسبة إلى 5% فقط بين الشباب. وقال الدكتور يوناس أولفسون المشرف على الدراسة في جامعة ستوكهولمبالسويد: "أظهرت النتائج وجود صلة بين فقدان حاسة الشم والموت المبكر بشكل خاص، لكن لا علاقة لها بالخرف". الموت المبكر وتؤكد نتائج الدراسة أن بعض الأمراض التي قد تسبب فقدان حاسة الشم مؤقتاً لا تستدعي الخوف، كالإنفلونزا والزكام والحساسية وغيرها. كما أن فقدان حاسة الشم لا يعني بالضرورة الموت المباشر، بل يعتبر إشارة تحذير من الموت المبكر. ولعلّ التأثير الأكبر على صحة الدماغ عند التقدم بالعمر، يظهر بشكل أوضح على أعصاب الشم خلال تراجع القدرة المعرفية. لذا عند وجود تغييرات صحية على المدى الطويل ينصح باستشارة الطبيب. وأضاف د. أولفسون: "نسعى في أبحاثنا المستقبلية تحديد العمليات البيولوجية التي تفسر هذه الظاهرة".