وقائع مثيرة جدا تلك التي كشف عنها مقال لجريدة " الصباح " عدد 23 فبراير 2017 ، تحت عنوان : " شركات صباغة ترشي المهنيين لاختيار منتوجاتها " ، حيث أكد كاتب المقال أن " شركات صباغة تشن حربا على الشركات الصغرى لإقصائها من السوق ورفع مبيعاتها "، مؤكدا " انها تخصص عمولات لمهنيي الصباغة من أجل اختيار منتوجاتها وإقصاء المنافسين". واستدل كاتب المقال لتبرير موقف الشركات المتضررة ، بما يعرف ب "جوطون " (jetons) ، و هي تقنية تعتمدها بعض الشركات، عبر صرفها من قبل الصباغ لدى بائعي مواد الصباغة مقابل مبلغ مالي يختلف حسب حجم الشركة، إذ يمكن أن يصل إلى 100 درهم، ويتراوح على العموم بين 40 درهما و100 درهم ، و أضاف ذات المصدر أن العديد من الشركات الصغرى والمتوسطة تشتكي بشدة من هذه الممارسات التي تعتبرها محاولة لتوجيه السوق والتغرير بالمستهلك، الذي لا يعلم بوجود مثل هذه "الجوطونات" داخل سطل الصباغة. بيد إن القشة التي قسمت ظهر مهنيي الصباغ ، هي قول كاتب المقال أن الصباغ لا يهتم بجودة المنتوج بقدر ما يهمه المبلغ الذي تخصصه الشركة ، و هو ما نفاه السيد الحسن أبودرار ، رئيس الجمعية الوطنية لحرفيي صباغة المباني بالمغرب ، الذي أكد من خلال حديث خاص لموقع " أخبارنا المغربية " أن هذا المقال ، استهدف بشكل غير مقبول قيمة حرفيي الصباغة ، مشددا على أن " الصباغ " يعاني مجموعة من الاكراهات في سوق العمل الذي أصبح حكرا على أصحاب النفوذ وأصحاب الرصيد المالي ، مستنكرا في الوقت ذاته لا مهنية كاتب المقال الذي كان عليه الإنصات لمهنيي هذا القطاع ، تماما كما استمع لمعاناة الشركات المتضررة . هذا و قد استنكر ذات المتحدث ماجاء في المقال ، و اعتبره محاولة لضرب الثقة وخلق بلبلة ترمي إلى زعزعة الثقة بين الحرفي والمستهلك ، ولهذا " : فنحن كحرفيين من طنجة إلى لكويرة نطالب بالتحقيق وتبيان الحقيقة الغامضة التي نحن نبحث عنها أيضا ، ونبحث عن سبل العيش الكريم بعرق الجبين ، في غياب تام للتأمين و التغطية الصحية الضرورية ، لاسيما في ظل المخاطر التي يواجهها الحرفي بشكل يومي ". اما بخصوص " الجوطون " ، فقد أكد رئيس الجمعية انها هدية تقدمها بعض الشركات ل " الصباغ "، و انها تدخل في إطار التنافسية التي يفرضها السوق ، و أن الحرفي لا دخل له بها، بل على العكس من ذلك تماما فجودة المنتوج هي من تفرض ذاتها في السوق ، وأنه بحكم تعامله اليومي فقد لاحظ أن منتوجات حوالي 15 شركة لا ترقى للمستوى المطلوب و انها " كتحشمنا مع الكليان " ، و نحن كمهنيي هذا القطاع من نتحمل مسؤولية ذلك .