لقد عرف المغرب في زمن بنكيران قفزة مهمة على جميع الأصعدة السياسية منها و الاقتصادية و في مجالات الصحة و التعليم ... إلخ، لكنها للأسف قفزة نحو الخلف ، و سيقف التاريخ مطولا عند هذه الفترة ليسجلها بمداد الذل و العار، فلا المريض أصبح يلج المستشفيات بسهولة أكبر دون الحديث عن جودتها و لا "الراميد" يغنيه عند الحاجة إليه، و لا الموظف خفت أعباءه و انجلت غيوم القروض من حوله، ولا الشباب وجد فرص الشغل الموعودة التي يتكفل له العيش الكريم و ترحمه من نظرة الحزن في عيون والديه ، و هنا أقف عند هذه الشريحة الأخيرة التي أنتمي إليها لأتساءل : ماذا قدم بنكيران و حكومته لمعشر الشباب ؟ و أين هي هذه الفئة من المجتمع من مخططاته؟ و هل يعتبر بنكيران و حكومته الموقرة هذه الشريحة العمرية كما الدول المتقدمة رأسمالا بشريا به تكون التنمية و بدونه لا مستقبل للوطن؟ لكي لا أكون مجحفا في حق الرجل فهو يهتم بنا أيما اهتمام و إنجازاته للشباب كثيرة و هامة، فرغم حربه الضروس على التماسيح و العفاريت التي تأسر مخيلته إلا أنه لم يبخل علينا جزاه الله عنا خيرا، و من ضمن ما فعله لمعشر الشباب أن التعليم في زمانه يسير بخطى ثابتة نحو الخوصصة الإجمالية و سيصبح من أركان حياة الترف لدى المغاربة فقط لمن استطاع إليه سبيلا، و المدارس أصبحت تستقبل في بعض مناطق البلاد ما يناهز60 تلميذا في القسم الواحد و تعاني خصاصا مهولا في الأساتذة، و غياب شبه تام لمؤسسات تعليمية جديدة، و في زمانه المعظم زادت نسبة الهدر المدرسي حيث أشارت إحصائيات ل " الاتحاد الوطني و الدولي لمحاربة الهدر المدرسي" إلى أن حوالي400 ألف طفل يتركون مقاعد الدراسة سنويا، و لازال المغرب و لله الحمد يتسلق مؤشرات جودة التعليم نحو الأسفل في المرتبة 101 تسبقنا كولومبيا و لكننا نتقدم على بوتسوانا بفضل السيد رئيس الحكومة فله منا كل الشكر، و على مستوى التوظيف يسجل السيد بنكيران أن حكومته ابتكرت أسلوبا جديدا يسمى " تكوين بدون توظيف، و توظيف بالعقدة و بدون تكوين " ليتلاعب بهذه الخطة بأرقام البطالة بالمغرب التي تبقى رغم ذلك محبطة لذى الشباب، خاصة حاملي الشهادات منهم الذين يشكلون غالبية العاطلين، و يبقى السيد بنكيران المبشر بالقحط و السنوات العجاف، يطل علينا لينذرنا بربط الحزام الذي انقضت عرواته و ثقبنا أخريات، هو و وزراء حكومته السمان الغلاظ الذين لو تنازلوا بمعية أعضاء الغرفتين و باقي الموظفين السامين عن جزء من رواتبهم الجزافية و تعويضاتهم المبالغ فيها و الخيالية في ولاية حكومية واحدة، لربما بنيت المستشفيات و المدارس و وظف العاطلون...و....و لكن هيهات، أكيد هي أضغاث أحلام