بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ حفظه الله٬ برقية تعزية إلى أفراد أسرة العلامة المرحوم أحمد الغازي الحسيني٬ الذي وافته المنية يوم الجمعة بمدينة فاس عن عمر يناهز 86 عاما. وأعرب جلالة الملك٬ في هذه البرقية٬ لأفراد أسرة الفقيد ولأهله وذويه٬ ومن خلالهم لجميع العلماء والفقهاء الأماثل بالمملكة٬ ولكافة محبيه ورفاقه وطلبته بجامعة القرويين٬ عن أحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة٬ في هذا الرزء الفادح٬ الذي لا راد لقضاء الله فيه٬ سائلا جلالته الله عز وجل أن يعوضهم عن فقدانه جميل الصبر وحسن العزاء. واستحضر جلالة الملك٬ "بكل تأثر وتقدير٬ ما كان يتحلى به الفقيد الكبير من خصال العلماء الأجلاء٬ كفاية علمية متميزة في علوم الشريعة٬ وفهما عميقا لمقاصدها٬ وتواضعا ودماثة خلق وطيبوبة نفس٬ وما كان مشهودا له به من غيرة وطنية ودينية صادقة٬ سواء كأستاذ مقتدر حظينا بالدراسة على يديه٬ أو كفقيه متمكن من القيام بالفتوى الشرعية المدعومة بالدليل والبرهان٬ والإرشاد الديني والخطابة بجامع القرويين٬ فكانت له مكانته المتميزة التي لا تعوض في خدمة الدين الإسلامي السمح٬ وترسيخ وحدة المذهب المالكي، وكل ذلك في وفاء مكين لإمارة المؤمنين٬ وإخلاص للعرش العلوي المجيد٬ وتشبث بثوابت الأمة ومقدساتها". وأضاف جلالة الملك "وإذ نشاطركم أحزانكم في هذا المصاب الأليم٬ لنبتهل إلى الله تعالى أن يثيب الفقيد الكبير على ما قدم بين يدي ربه من أعمال مبرورة في خدمة دينه ووطنه٬ وأن يتقبله في عداد الصالحين من عباده٬ الذين وعدهم سبحانه وتعالى٬ بسكنى الجنان٬ في ظلال المغفرة والرضوان".