عرفت مدينة وجدة في الآونة الأخيرة تعدد الاعتداءات على سائقي سيارات الأجرة الصغيرة أبطالها أشخاص في حالة غير طبيعية يستغلون إسدال الليل لخيوطه ليتخذوا من بعض شوارع المدينة مكانا لاصطياد ضحاياهم من سائقي سيارات الأجرة، ينقضون عليهم ويسلبونهم مابحوزتهم من مال تحصلوا عليه خلال يوم أو نصف يوم. وإن أبدى السائق أية مقاومة يكون نصيبه الضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض. وقد تسببت اعتداءات متفرقة في عاهات مستديمة لبعض السائقين، وفي حالات نفسية حرجة لآخرين، كما هو الحال بالنسبة لسائق تعرض مساء الأربعاء 21 مارس 2012 حوالي الساعة التاسعة ليلا لاعتداء تمثل في احتجازه بصندوق السيارة لأزيد من ثمان ساعات قبل أن يتمكن من تحرير نفسه بفتح غطاء الصندوق والخروج منه. ونظرا لتوالي الاعتداءات إلى جانب مجموعة من المشاكل التي يعرفها القطاع وتحت شعار: «لأن صوتك يرعبهم وصمتك يريحهم، ولأننا كلنا معنيون ومستهدفون»، تعبأ سائقو سيارات الأجرة الصغيرة بعد أن طفح بهم الكيل -حسب تعبيرهم- وتوقفوا أكثر من ساعتين للفت الأنظار إلى أوضاعهم التي وصفت بالمزرية في ظل الزبونية والمحسوبية في منح المأذونيات واستحواذ أصحاب «الشكارة» على الامتيازات، فنفذوا وقفة احتجاجية صارخة أمام ولاية الجهة الشرقية، رددوا خلالها شعارات استنكارية وأخرى منددة بتوالي الاعتداءات عليهم بالرغم من الشكايات التي توجهوا بها إلى ولاية أمن وجدة، ومطالبين بإيلاء العناية اللازمة لملفهم المطلبي خاصة وأن منهم من قضى أزيد من 20 سنة سائقا لسيارة أجرة صغيرة بمدخول نادرا مايتعدى 50 درهما، بدون تغطية صحية ولاضمان اجتماعي ولاسكن... «خدام على مول الشكارة يجمع ويعطيه» يقول رشيد بازي الكاتب، العام لنقابة مهنيي سيارات الأجرة الصغيرة بوجدة المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والذي أضاف في تصريح لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» أن هذا القطاع «محگور»، في إشارة إلى أنه لم يعرف أية التفاتة من الجهات المسؤولة. وقال في هذا الإطار: «على الجهات المسؤولة أن تلتفت لحالة السائق والوضعية التي يعيش فيها كما ينظرون إلى المعوزين، فسائقو الطاكسيات أيضا معوزون وأغلبهم يعيشون بلكريدي». واستنكر بازي في تصريحه مضاربة السماسرة في الرخص، حيث وصلت رخصة سيارة الأجرة الصغيرة إلى 20 مليون سنتيم، زيادة على تهرب أصحاب الامتيازات من دفع الضرائب المستحقة عليهم في هذا الصدد لفائدة الدولة. كما تطرق إلى النقطة المتعلقة بالسكن الاجتماعي، وتحدث عن عدم وفاء مؤسسة العمران بالتزاماتها فيما يخص استفادة الفائزين، وعددهم 140 سائقا، بالقرعة التي وقعت شهر رمضان الأخير من السكن الاجتماعي (140 ألف درهم و250 ألف درهم). وتجدر الإشارة إلى أن نقابة مهنيي سيارات الأجرة الصغيرة بوجدة كان لهم لقاء مع الكاتب العام لولاية الجهة الشرقية يوم الاثنين 26 مارس. وقد قدم لهم وعودا بحل مشاكلهم فيما يتعلق بالسكن الاجتماعي والمأذونيات والتسعيرة، كما وعدهم بالتدخل من أجل تمكينهم من الوصول إلى بعض المحطات التي تعتبر خارجة عن المدار الحضري لمدينة وجدة كالمستشفى الإيكولوجي وزاوية «زندافو» والمقاهي القريبة من النقطة الحدودية «زوج بغال»... وفيما يخص الضمان الاجتماعي، أفاد رشيد بازي بأنهم ينتظرون تخفيض المبلغ الذي كان قد حدده وزير التشغيل السابق والمتمثل في حوالي 600 درهم شهريا، وهو المبلغ الذي لايقدر عليه السائق.