تحتفي مدينة فاس، من 20 إلى 28 ماي الجاري، في إطار الدورة 14 للمهرجان الوطني لفن الملحون، بهذا الفن وشيوخه الكبار، والذي يشكل أحد مكونات الموروث الفني والموسيقي المغربي الأصيل. ويروم هذا الحدث الثقافي والفني، الذي دأبت على تنظيمه الجماعة الحضرية لفاس، بشراكة وتنسيق مع المقاطعات، وبتعاون مع (مؤسسة تراث المدينة)، الحفاظ على الذاكرة الثقافية المغربية وضمان إشعاع التراث اللامادي المغربي، إلى جانب ضمان استمرارية مثل هذه التعابير الفنية التي تعد روافد أساسية ومحورية في التراث الفني للمملكة. ويتضمن برنامج دورة هذه السنة، التي تنظم تحت شعار " فن الملحون بين المحافظة والتجديد"، تنظيم العديد من الحفلات التراثية الكبرى التي يحييها شيوخ كبار ومجموعات فنية متخصصة في هذا الفن العريق، بمشاركة فنانين شباب يمثلون الجيل الجديد، وذلك بفضاءات تتوزع على كل مقاطعات المدينة وبعض حدائقها مثل جنان السبيل وحديقة الأميرة للا أمينة وغيرها. كما سيتم في إطار هذا الحدث الثقافي والفني، الذي أضحى تقليدا سنويا يروم المحافظة على تراث فن الملحون وضمان استمراريته باعتباره يشكل أحد المكونات الأساسية للفن والموسيقى المغربية، عرض مجموعة من المسرحيات المستوحاة من قصائد فن الملحون من إعداد فرق فنية وفنانين مهووسين بالبحث في التراث إلى جانب تنظيم مجموعة من الأنشطة الفنية والفكرية والتربوية. وفي الشق الأكاديمي للمهرجان برمج منظمو هذا الحدث الثقافي والفني عقد ندوة علمية ومائدة مستديرة تبحث موضوع "قضايا وإشكالات المحافظة والتجديد في فن الملحون" يؤطرها باحثون وأكاديميون ومهتمون بفن الملحون وتتضمن عرضا للواقع الحالي لهذا الفن وسبل النهوض به ودمجه في تحولات العصر. ويشكل المهرجان الوطني لفن الملحون، إلى جانب مهرجانات الموسيقى العالمية العريقة والمديح والسماع والموسيقى الأندلسية والثقافة الصوفية والثقافة الأمازيغية، أحد أبرز التظاهرات الثقافية التي دأبت مدينة فاس على احتضانها سنويا والتي تتوخى، بالخصوص، الحفاظ على التراث الثقافي والفني المحلي والوطني والمساهمة في إشعاع رموزه على الصعيد الدولي.