وجد باحثون أن الأشخاص الذين تحتم تركيبتهم الوراثية الإصابة بأمراض شديدة يمكنهم النجاة بشكل أو بآخر من هذه الأمراض إذا اتبعوا نمط حياة صحي، وأساليب لتحسين الصحة العامة. جاء ذلك ضمن مشروع دراسة يهدف إلى اكتشاف العوامل الخفية التي تحمي الصحة، أجريت في معهد إيكان لعلم الجينوم في نيويورك ومولتها مؤسسة غير ربحية هي "بيونتوورك". قال البروفيسور إريك شات أستاذ علم الجينوم والمشرف على مشروع الدراسة: "تركز معظم دراسات الجينوم على العثور على سبب المرض، لكننا نرى فرصاً هائلة في ما يملكه الناس من صحة جيدة، فأجسامنا تؤوي آليات لحمايتها ونحن بالكاد نفهم كيفية عمل هذه الآليات، وإذا تعمقنا في دراسة الجينوم سنعرف المزيد عنها". بحسب الدراسة التي نشرتها مجلة "نيتشر بيوتكنولوجي" ترتبط الأمراض الوراثية بالتمثيل الغذائي والأمراض العصبية واضطرابات النمو في مرحلة الطفولة. اعتمدت الدراسة على فحص الحمض النووي لأكثر من نصف مليون شخص، تم العثور على عوامل وراثية تؤدي إلى 8 أمراض شديدة لدى 13 شخصاً منهم. من هذه الأمراض التليف الكيسي وهو اضطراب شديد في الجلد، وأمراض المناعة الذاتية التي تشوه الهيكل العظمي أو تسبب التخلف العقلي. وجد الباحثون أن نمط الحياة الصحي ساعد هؤلاء ال 13 على عدم الإصابة بالأمراض التي يحملون سمات وراثية تؤدي إليها. أشارت النتائج إلى أنه منذ اكتشاف وجود هذه العوامل الوراثية لدى ال 13 شخصاً لم يتم التواصل معهم للمتابعة حماية لخصوصيتهم، لكن سيتم تلافي هذه المشكلة في الدراسات المقبلة، بالتأكيد على حصول الباحثين على موافقة المشاركين على متابعة حالتهم الصحية إذا تم اكتشاف وجود عوامل وراثية تسبب الأمراض.