ولد الحاج التهامي الكلاوي بدار كلاوة بتلوات جنوب المغرب سنة 1870م، تلقى تعليما دينيا بكتاب ثم بمدرسة لوركة ثم بزاوية بمنطقة اوريكة نواحي مراكش. غادر التهامي الكلاوي حلقات التحصيل العلمي مبكرا، والتحق بسلك الجندية، حيث عمل إلى جانب 0خيه الأكبر المدني في الحْرْكات المخزنية خصوصا مع السلطان المولى عبد العزيز، حيث تدرج التهامي الكلاوي حتى غَدَا باشا مدينة مراكشوالجنوب المغربي. عُرف عن الباشا الكلاوي إخلاصه المفرط وعمالته للحماية الفرنسية. ويروي الكاتب الفرنسي جوستاف بابان جانبا من حوار للكلاوي مع صحافي فرنسي، حيث قال هذا الأخير للباشا: "أنتم صديق مخلص لفرنسا..." فقاطعه الباشا: "بل أنا فرنسي، ولم مسّ فرنسا مكروه فنفس المكروه يمسّني!.." وفي كتاب "مغرب بدون قناع" لجون لويس مييج، يظهر الكلاوي كمستفيد أول من المواخير أو البورديلات التي كانت تزخر بها مراكش، ويتجاوز عددها حينذاك 3000 ماخور، كان الكلاوي يستخلص عمولات تصل لثلث المداخيل عبر أعوانه، كما كان رجاله ينهبون البورديلات الغير المرخصة عبر الإستيلاء على حلي على العاملات بها، وأموال روادها وإلا فالإعتقال والعرض على محكمة الباشا.. ولم تسلم الشيخات والعياطات من لعنة الكلاوي واعوانه وابتزازهم، حيث يسهر قبو المخزني على جباية ثلث مداخيلهن والمتراوحة بين 50 و 100 فرنك لليلة الواحدة...ووسع الكلاوي من أنشطته المرتبطة بتجارة الجنس، وأنشأ شبكة بورديلات بجنوب المغرب، وفي مرسيليا وفي إسبانيا، وتقول الروايات أنها لاقت إقبالا منقطع النظير، حيث أن الباشا كان ينتزع البنات الجميلات من أهاليهن ويقذف بهن في مواخيره. بعيدا عن المال والذي برع الكلاوي في جمعه والإستيلاء عليه، وفي إنفاقه وتبذيره أيضا خصوصا في رحلاته بفرنسا.