إن النظام الدولي الجديد هو كما يقول المختار مطيع يتشكل طبقا للصيغة الآتية:"كل ما هو حلال على الغرب وإسرائيل يعد حراما على باقي دول العالم: العظمة والقوة والاندماج واحترام المشروعية.. أمور يجب أن يعترف بها للغرب وتحظر على الغير" فهذا النظام الدولي الجديد في حقيقة الأمر هو امتداد للنظام الامبريالي القديم والذي تتزعمه الولاياتالمتحدة، و يسعى إلى بسط هيمنته على العالم الإسلامي والشرق الأوسط بصفة خاصة. فأمريكا تمنح نفسها الحق في تأديب الأطراف المخالفة في المنطقة خصوصا تلك التي تهدد أمن إسرائيل، ويهدد مصالحها الاقتصادية، وقد ركزت على استقطاب مستوطنين بغرض السيطرة على ثروات الشعوب الإسلامية، إما بالتبعية لما يمليه النظام الدولي الجديد وإما باستعمال كل أساليب الدمار الشامل حتى الموت والخضوع. ولهدا الغرض وظف الغرب سلاح المعرفة علاوة على السلاح العسكري باعتبار الغزو الفكري سلاحا فعالا في السيطرة على الشعوب، بغية زرع فقدان الثقة في الشعوب وبت الخوف ما يكفي من القوة الغربية الجبارة فيها، ورسم لها صورة باهرة ومخيفة في نفس الوقت باعتباره النموذج الأمثل للرقي والتحضر، لدرجة أن هذا الغرب المغرور بالقوة تذهب به الوقاحة إلى مواجهة المسلمين في عقر دارهم فلا أحد يحرك ساكنا من طرف الحكام والأمراء الذين تمت السيطرة عليهم سلفا ليتخذ منهم دعائم يسيطروا بها العامة، لتمرير مظاهر التغريب ليفتنوا الشباب عامة والمرأة خاصة عبر سلاح المعرفة، بوضع برامج مسبقة تهدف إلى تحطيم معنويات الأمة الإسلامية واستبعاد تاريخ العرب وأمجاده، وتعويضه بالمدنية الغربية الجوفاء بهدف إفساد المجتمع، ونشر الشهوات من جنس وإباحية لتدمير النفس البشرية عن طريق الإعلام السمعي البصري، وغزت من خلاله المجتمعات الإسلامية في بيوتهم. مروجين في نفس الوقت للفكر الماسوني الصهيوني الذي يدعوا إلى تحرير الطبيعة البشرية بخرق ثياب الأخلاق وإقامة التطور المطلق والعودة بالإنسان إلى الهمجية المنطلقة إلى الاستهلاك والجنس وحياة الغاب. ولتبرير اللجوء إلى القوة العسكرية استدلوا بالمشروعية الدولية باعتبار النظام الدولي الجديد إطارا لحماية المصالح الغربية ووسيلة قانونية للحفاظ على هيمنته الإستراتيجية والاقتصادية والسياسية. وحتى تبقى الهيمنة الغربية قائمة إلى أبد الآبدين في السيطرة على الشعوب الإسلامية خلقت صراعات داخلية وافتعلت مشاكل إقليمية، لتبيع لكل واحد سلاحا على حدة حتى يقتتلوا فيما بينهم، لتموت الأغلبية ويبقى النموذج الغربي قائما، و حتى تتمكن من الدخول للسيطرة على الشعوب واستنزاف ثرواتها، اعتمدت في تبرير لجوءها العسكري إلى ذريعة نشر الديمقراطية و الدعوة إلى التحرر. وقد تنبهت جيدا فصنعت هيأة الأممالمتحدة لتحل مشاكل العالم، حتى يبقى الغرب يستنزف ثروات شعوب العالم الإسلامي.