الماسونيون .. مشروعهم إسراطين عباس عواد موسى بتنسيقٍ من ( عبدالقادر محمدي ) الذي كان يرأس دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية المقدونية , تمَّ لقاءٌ في الوزارة بيني وبين نائب الوزير ( فؤاد حسّانوفيتش ) وهو من أصولٍ بوشناقية. كان ذلك قبل ستة أعوام , وكان قبل ذلك مديراً لدائرة التحليل في مخابرات بلاده . لكن فوز الحزب الإشتراكي الديموقراطي بزعامة البروفيسور ( فلادو بوتشكوفسكي ) وإشراكه لحزب البوشناق أوصله إلى هذا المنصب . إنْصبَّ حديثُنا في الجلسة حول جولة الدكتورة ( إيلينكا ميتريفا ) وزيرة الخارجية التي كانت مُقَرَّرَةً إلى عدة بُلْدانٍ عربية وسبل إنجاحها . ودور رابطة الصداقة العربية المقدونية التي أدير علاقاتها الخارجية في ذلك , بالإضافة إلى دوري الشخصي قدر الإمكان . وحَبَّذَ عقد لقاءات إن أمكن للوزيرة مع خِرّيجي الجامعات المقدونية في الدول التي ستشملها الجولة . ولكنهم لاحقاً اُكتَفَوا بزيارة ليبيا والإلتقاء بالمقبور القذافي صاحب مشروع إسراطين . غُداة قيامي بتكريم الخارجية المقدونية بدرع الرابطة , كثَّفَ عدد من المقدون اتصالاتهم بي واللقاء معي بُغْيَةَ إقناعي بتغيير شعار الرابطة الذي تتجسد صورة قُبّة الصخرة على يمينه والعلم المقدوني على يساره , محاولين إقناعي بأن ذلك إن ظلّ فسيعطي إنطباعاً عن الرابطة بأنّ مرجعيتها دينية. ومع أنّني رفضت حُجَتَهُمْ باعتبار أن العرب يتحدون في سبيل القدس , والرابطة هي عربية مقدونية فإنّ شعارها هذا هو الأمثل , إلّا أنّني دَعَوْتُ إلى لقاءٍ مُوَسّع مع عدد من أعضاء الرابطة , وحدث ذلك , فقد التقينا في مطعم علاء الدين الذي يملكه رجل الأعمال العراقي ( علاء الخفاجي ) وكان معي المهندس ( أحمد الكو ) رئيس الرابطة وهو سوري والأستاذ الدكتور المهندس ( مؤمن أبوعرقوب ) من الأردنّ والدكتور اللبناني ( حسان العريسي ) وطبيب الأسنان السوداني ( نبيل بولص ) والإعلامي الراحل الشهير العراقي الآشوري ( جميل روفائيل ). وحضر اللقاء المستشرق ( يوشكو اُسْتانكوفيتش ) الذي مَثّلَ بلاده سفيراً في القاهرة والدوحة , والصحفية الكبيرة ( نيفينكا ميتريفسا ) مديرة تحرير الشؤون الشرق أوسطية بصحيفة نوفا مقدونيا . وعندما طرحت على المجتمعين فكرة المقدون لعمل شعارٍ جديد للرابطة , إنفعل العرب الجالسون , لكن الراحل ( جميل روفائيل ) قال بهدوء (( إنها فكرة الماسوني المخضرم سيرغان كريم , كبير قياديّي الخارجية المقدونية التي سبق وأن ترأّسها في السابق , وهو من خارج القوائم الحزبية , ومرشح قادم لقيادة الأممالمتحدة , وهو نجل لماسونيّ تركيٍّ معروف ولأم صربية عُرِفَتْ بولائها للصهاينة )) . فابتسمت نيفينكا وكذلك يوشكو ولم يُعَلّقا بكلمة واحدة. واليوم نجد سيرغان يتبوّأ موقعاً مهمّاً في الأممالمتحدة , أما عبدالقادر فهو سكرتير الدولة ورئيس أندية الروتاري في مقدونيا . وظلَّ الشّعار كما هو , فلم يجدوا عند أحدٍ منّا أُذُناً صاغية. والماسونيون يريدون السيطرة على وسائل الإعلام وحتى بالشكل المُطلق كاليهود تماماً , فسيرغان كريم كان رئيس مجلس إدارة لأبرز صحيفتين هما أليومية وأخبار الصباح. والماسونيون هناك , يذكرون الرئيس اللبناني الراحل بطرس معوض بأنه كان صاحب فضلٍ كبيرٍ لكن القوى الظلامية هي المسؤولة عن اُغتياله . قال قيس ظبيان المدير العام لمجلة الشريعة الأردنية ومؤلّف كتاب ( ستون عاماً من عمر الحسين ) إن والده كان يُصْدرُ مجلة الجزيرة في دمشق , ولما لجأ للأردن إستقبله المرحوم بإذن الله الملك المؤسس وأمر له باستمرار صدور المجلة , ولوالدي تيسير والحديث للأستاذ قيس كتاب بعنوان ألملك عبدالله كما عرفته , وعندما أصدر كتابه عن الماسونية أحاله رئيس الحكومة وقد كان ماسونيّاً وقتئذٍ إلى التقاعد بدون راتب تقاعديّ . ولكنّه أي الأستاذ قيس لم يفِ بوعده لي بمنحي نسخة من كتاب والده المرحوم كنت وعدت الزميل فؤاد حسين بها ليُطلعني هو الآخر على مسودّة كتابه الذي كان مُصادَراً. عشية إعلان مشروع إسراطين في العاصمة عمّان , رآني أحد أقرباء الرئيس معوض غاضباً مُتَجَهّم الوجه , فاستغرب منّي غضبي وقال ( ولا يهمك , ليست المشكلة في المكان , بإمكاننا أن نبني لكم أقصىً آخراً في مدينة المفرق أو مدينة الكرك ).