قال علماء ضمن مهمة المسبار الآلي “نيو هورايزونز” التابع لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)، إن صورا جديدة أرسلتها أول مركبة فضائية تزور الكوكب القزم بلوتو أوضحت وجود تكوينات مضلعة الشكل وتلال ملساء وسط سهول خالية من الحفر، وجميعها مؤشرات على أن هذا العالم المتجمد نشط من الوجهة الجيولوجية. والهدف من مهمة المسبار التي تكلفت 720 مليون دولار، هو رسم خريطة بلوتو وتشارون أكبر أقماره، وتحديد المواد المكونة لهما فضلا عن دراسة الغلاف الجوي لبلوتو. وتوضح النتائج الأولية أن بلوتو المتجمد، الذي تصل درجة حرارة سطحه إلى 240 درجة تحت الصفر، يتحدى نظريات تتحدث عن كيف أن أجساما متجمدة يمكنها أن تولد حرارة تكفي لإعادة تشكيل معالم أسطحها، طبقا لما ورد بموقع “سكاي نيوز العربية”. وعلى سبيل المثال، فإن منطقة ساطعة قرب خط استواء بلوتو لم تظهرعليها آثار حفر ناجمة عن اصطدام صخور بها، مما يشير إلى سطح يقل عمره عن 100 مليون عام، وهي فترة وجيزة نسبيا بمقياس الأزمة الجيولوجية. ويتخلل قسم من هذه السهول مسافات تتراوح بين 19 إلى 32 كيلومترا بها تكوينات مضلعة الشكل تحف بها منخفضات ضحلة يحيط ببعضها شريط من مادة معتمة. ومن الألغاز المحيرة أيضا كتل من التلال أو التكوينات تتخذ هيئة الوهاد وتطوق الأشكال المضلعة. وقال عالم الجيولوجيا جيفري مور، الذي يعمل لدى مركز أبحاث أميس التابع لناسا: “نشك في أن هذه التلال ربما تكون قد انبثقت من جوف الكوكب عبر تصدعات في سطحه”. ومن بين الاحتمالات الأخرى هو أن السهول شهدت عوامل تعرية حول التلال لتترك خلفها أكواما متراكمة من المواد المقاومة للنحت. وقد تكون هذه التكوينات المضلعة الشكل أدلة على حدوث ظاهرة الحمل في السطح الجليدي لبلوتو -وهي عملية تماثل سطح سائل يغلي في إناء به شوفان مجروش- ولم يتحدد بعد مصدر الحرارة الداخلية لبلوتو، إن كانت موجودة أصلا.