تستضيف مدينة هايكو عاصمة مقاطعة هاينان جنوبي الصين القمة العالمية ال11 للمرحاض، والتي سيناقش فيها ممثلون عن مؤسسات وشركات بجميع أنحاء العالم إجراءات لتحسين دورات المياه وظروفها الصحية في سائر الدول، ونقلت وكالة (شينخوا) الرسمية عن مؤسس المنظمة العالمية للمراحيض جاك سيم قوله إنه "من المتوقع حشد الجهود الدولية خلال القمة التي ستستغرق ثلاثة أيام لخلق عالم أفضل بمراحيض صحية ومريحة ونظيفة"، وأشار سيم إلى أن 40% من سكان العالم ليس لديهم مراحيض نظيفة ولهذا فمن الضروري إنشاء ما لا يقل عن مليار مرحاض.كما أبرز أن المراحيض الصحية تساعد على الترويج للسياحة ولهذا فمن الضروري إنشاء مزيد من دورات المياه في أكثر الأماكن زيارة بالعالم مما يساعد في تحقيق مزيد من المداخيل.وتعتبر المنظمة العالمية للمراحيض، جهة غير ربحية، تأسست في عام 2001 في سنغافورة التي تمتلك شبكة ممتازة من المراحيض العامة وتستضيف هذه القمة العالمية سنويا.وعلاقة بالموضوع نفى مصدر مسؤول مشاركة المغرب في هذه القمة أو في القمم السابقة، معتبرا أن هذه القمم تكون لها أهداف محددة، بعيدا عن الدبلوماسية الموازية التي يسهر المغرب على الحضور فيها بانتظام، وأشار المصدر نفسه إلى أن إشكالية المراحيض العمومية يجب طرحها على مستوى النقاش العام، لأنها مرتبطة بالصحة العامة، موضحا أن كثيرا من المظاهر التي تسم مدن المملكة لها ارتباط بثقافة المرحاض، حيث إن واحدا من ثلاثة مغاربة يقضون حاجتهم في الهواء الطلق مما يهدد الوضع البيئي المتأزم أصلا.إلى ذلك قالت مصادر متطابقة إن المغرب يعاني خصاصا مهولا في مجال المراحيض العمومية، كما أن تلك الموجودة تفتقر إلى الصيانة والاهتمام، فيصعب استغلالها، وأشارت إلى أن غياب دورات المياه أصبح أمرا مألوفا في كثير من المدن المغربية، مشيرة إلى أن تلك الموجودة وعلى قلتها غير صالحة للاستعمال الآدمي. وأوضحت المصادر أن ساحة "جامع الفنا" المتواجدة بمدينة مراكش السياحية لا تتوفر سوى على مرحاض عمومي واحد، يتم استغلاله من قبل الباعة والتجار والسياح الوافدين على الساحة التي تم تصنيفها تراثا إنسانيا، مشددة على أن كثيرا من المواطنين يضطرون إلى استغلال مراحيض مسجد الكتبية لقضاء حاجتهم، وأضافت المصادر أن كثيرا من الفضاءات السياحية بمراكش لا تتوفر على دورات المياه مما يؤثر سلبا على صورة المدينة السياحية، وأضافت أن وضعية باب دكالة تستدعي تدخل الجهات المسؤولة بسبب استعمال الفضاء الخارجي للمحطة الطرقية، وكذلك محطة الطاكسيات كفضاء لقضاء الحاجة، وهو ما تحول إلى مشهد مقزز بسبب الرائحة الكريهة التي تجعل المرور من هذا المكان أشبه بالمغامرة، معتبرة أن إحداث مراحيض عمومية بات أمرا ملحا للحفاظ على صورة المدينة لدى السائح الأجنبي.وأضافت المصادر، أن مدينة الدارالبيضاء ليست أفضل حالا رغم تصنيفها مدينة اقتصادية وأشارت إلى أن وسط المدينة يفتقر إلى مراحيض عمومية، حيث تم إغلاق إثنتان واحدة بشارع الجيش الملكي وأخرى بشارع محمد الخامس قبالة السوق المركزي، موضحة أن المواطنين يضطرون إلى ولوج سوق باب مراكش حيث يتواجد مرحاض عمومي تابع لأحد المساجد داخل السوق، وهو مرحاض مفتوح على النساء والرجال على حد سواء، وقالت المصادر إن المراحيض العمومية تعرف خصاصا مهولا في العاصمة الاقتصادية، وقدرت حجم الخصاص بحوالي 300 مرحاض بمعدل مرحاض لكل 10 آلاف بيضاوي وهو المعدل الذي يقترب من الرقم العالمي، مشيرة إلى مدينة الدارالبيضاء لا تتوفر سوى على خمسة مراحيض عمومية أكثرها غير صالح للاستعمال موضحة أن المغرب يعاني خصاصا مهولا في هذا المجال، وهو ما شجع على الحلول البديلة، والمتمثلة في قضاء الحاجة بالخلاء، أو داخل المقاهي والمساجد في أوقات الصلاة. مؤكدة أن الوضعية لا تختلف كثيرا في باقي المدن مثل مدينة فاس، التي تتوفر على مرحاض عمومي واحد بالمدينة العتيقة، وبالقرب من ضريح مولاي إدريس وهو مرحاض، قالت المصادر، إنه قديم ولم يعد مؤهلا لتلبية شروط الوافدين على المدينة، حيث لا يوفر فضاء خاصا بالنساء على سبيل المثال كما هو معمول به في جميع دول المعمور.