القرآن الكريم يشير إلى معلومات علميّة كثيرة وذلك في عدد من الآيات , إذ تم نشر العديد من الكتب والمواد التي توضح توافق النص القرآني مع مقتضيات العلم الحديث, ومن بين أهم مظاهر الحقائق العلمية التي ذكرها القرآن نجد : يقول ربنا تبارك وتعالى سورة النبأ " أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا " الوتد في كلام العرب هو ما يكون منه جزء ظاهر على سطح الأرض ومعظمه غائر فيها ، جاء في اللسان لإبن منظور : الوتد ما رُزَّ في الحائِط أَو الأَرض من الخشب, والجمع أَوتادٌ. هذه الحقيقة لم تكن معروفة للناس وهي ان للجبال جذور ممتدة تحت الأرض ، والتي تزيد على الارتفاع الظاهر بعدة مرات ، وهي بذلك تزيد من تثبيت القشرة الأرضية وتحد كثيراً من حركتها ، هذا ما عرفه علماء الجغرافيا والجيولوجيا في العصر الحديث ، وقد وصفه القرآن قبل أربعة عشر قرناً . يقول ربنا تبارك وتعالى في سورة الطور : " وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ وَالْبَيْتِ الْمَعْمُور وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ " المسجور أي المتقد نارا , حاول الكثير من علماء المسلمين السابقين عندما فسروا هذه الآية حاولوا الابتعاد عن كلمة الملتهب أو المتقد الى كلمات اخف وقعاً على القارئ لأنهم لم يتخيلوا المعنى الذي ترمي إليه الآية الكريمة ولكن بعد ان نزل العلماء في العصر الحديث إلي قاع البحار والمحيطات وجدوا أن كلاً من محيطات الأرض وعددا من بحارها يتسع قاعه ، بفعل ما يندفع عبرها من ملايين الأطنان من حمم بركانية في درجات حرارة تتعدى الألف درجة مئوية ، مما يجعل قيعانها مسجرة فعلاً بدرجات حراراة عالية ، وهي ظاهرة من أعظم الظواهر الأرضية وأشدها غرابة ، ولم تعرف تلك الظاهرة بأبعادها الدقيقة إلا في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن الماضي ولقد أمكن تصوير هذه البراكين وقياس حرارة الماء الموضعية حول النار الخارجة من قاع البحار, وقد وصفه القرآن قبل أربعة عشر قرناً. يقول ربنا سبحانه وتعالى : " لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ ولا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ " كشفت هذه الآيات الكريمات عن حقائق لم تكن معروفة للناس وهي حركات كل من الأرض والشمس والقمر في جري كل منها في مداره المحدد له أي مرصد وأي تلسكوب كان يملكه محمد - صلى الله عليه وسلم إنها معجزة القرآن . قال الله تعالى: " يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ " تفسير الظلمات الثلاث : " يعني : في ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة" لم يتوصل العلم إلى الكشف عن هذه الظلمات إلا مؤخراً في القرن العشرين، حيث قامت الثورة التكنولوجية وبواسطة آلات التنظير الجوفي بالكشف عنها ورؤيتها. من بين هؤلاء العلماء الدكتور "كيث مور" صاحب الكتاب الشهير (The Developing Human) - تُرجِم إلى (الفرنسية والإسبانية والبرتغالية والألمانية والإيطالية واليابانية) وليس الى العربية!! حيث ذكر: "أن الجنين ينتقل في خلقه من مرحلة إلى مرحلة داخل ثلاثة أغطية وهي: جدار البطن, جدار الرحم,المشيمة مع أغشيتها. قال الخالق سبحانه وتعالى في سورة الرحمن :" مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ " عرف لأول مرة أن هناك بحارا كاملة يختلف بعضها عن بعض في الخصائص والصفات وتلتقي وعلماء البحار يقولون : إن أعظم وصف للبحار ومياه البحار : أنها ليست ثابتة . .. ليست ساكنة ..أهم شيء في البحار أنها متحركة .. فالمد والجزر والتيارات المائية والأمواج والأعاصير عوامل كثيرة جدا كلها عوامل خلط بين هذه البحار وهنا يرد على الخاطر سؤال : فإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا تمتزج هذه البحار ولا تتجانس ؟ ! درسوا ذلك فوجدوا الإجابة: أن هناك برزخا مائيا وفاصلا مائيا يفصل بين كل بحرين يلتقيان في مكان واحد سواء في محيط أو في مضيق هناك برزخ وفاصل يفصل بين هذا البحر وهذا البحر .. تمكنوا من معرفة هذا الفاصل وتحديد ماهيته بماذا ؟ هل بالعين ؟ لا .. وإنما بالقياسات الدقيقة لدرجة الملوحة ولدرجة الحرارة والكثافة وهذه الأمور لا ترى بالعين المجردة. يقول تعالى " ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ" "فصلت" أهم مواقع الفضاء في العالم www.space.com نشر مقالة بعنوان "السماء تتكلم" وقد وجد البروفيسور مارك ويتل من جامعة فيرجينيا أن الكون في بداية خلقه أصدر ترددات صوتية بنتيجة التمدد المفاجئ للغاز الموجود وقتها، وهذا الاكتشاف حدثنا عنه القرآن كما في الآية السابقة, الأمر لا يقتصر على كشف هذه الترددات الصوتية بل إن العلماء وجدوا أن هذه الترددات وهي في المجال دون الصوتي مهمة جداً ولها عمل حساس وهي نعمة من نعم المولى تبارك وتعالى!! فالأرض تصدر مثل هذه الذبذبات وهي في المجال أقل من 20 هرتز (أي أقل من 20 ذبذبة في الثانية)، قبل حدوث الزلازل والهزات الأرضية، وتصدر هذه الذبذبات أيضاً قبل حدوث البراكين، وكذلك قبل حدوث ظاهرة الأمواج الممتدة (تسونامي). فعندما ضرب التسونامي عام 2004 شواطئ إندونيسيا وذهب ضحيته مئات الآلاف، قبل هذه الحادثة بقليل هربت الكلاب من المنطقة وبدأت الفيلة في حديقة الحيوانات المجاورة تتذمر وتصرخ وترتجف، وفسر العلماء هذه الظاهرة بأن الحيوانات تسمع هذه الترددات وتخاف منها. يقول تعالى "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مّن طِينٍ، ثُمّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مّكِينٍ، ثُمّ خَلَقْنَا النّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ " سورة المؤمنون لقد قسمت هذه الآية الكريمة مراحل تطور الجنين الإنساني إلى ثلاث مراحل أساسية، وفصلت بين كل منها بحرف العطف( ثم ) الذي يفيد الترتيب مع التراخي. فالمرحلة الأولى هي مرحلة النطفة - والمرحلة الثانية هي مرحلة التخليق - والمرحلة الثالثة هي مرحلة النشأة. وتتألف المرحلة الثانية من أربعة أطوار: العلقة، المضغة، العظام، اللحم. وتمتد هذه المرحلة ابتداء من الأسبوع الثالث حتى نهاية الأسبوع الثامن. وأهم ما يميزها هو التكاثر السريع للخلايا، ونشاطها الفائق في تكوين الأجهزة.
قال تعالى: "أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ , بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ" القيامة تشير الآية الكريمة إلى أن البنان يميز كل إنسان عن سواه، والبنان في اللغة أطراف الأصابع، وقد ثبت يقيناً أن بصمات الأصابع تميز كل إنسان، فاستخدمتها الجهات الأمنية دولياً لهذا الغرض. في عام 1823م اكتشف عالم التشريح التشيكي "بركنجي" حقيقة البصمات ووجد أن الخطوط الدقيقة الموجودة في رؤوس الأصابع (البنان) تختلف من شخص لآخر. هذا كلام رب العالمين، هذا كلام خالق الكون، وآيات إعجاز القرآن لا تنقضي، كلَّما تقدَّم العلم كشف وجهاً من وجوه إعجاز القرآن الكريم.
لكن إلى متى ننتظر علماء الغرب ليكتشفوا حقائق علمية لدينا مند 14 قرن ؟