التأم المشاركون في المناظرة الوطنية للثقافة المغربية، اليوم السبت بطنجة، في اطار ورشات عمل موضوعاتية تنكب على مناقشة ووضع تصورات لقضايا قطاعية ثقافية محددة. وتتوزع هذه الورشات، الموكول اليها اعداد أوراق /أرضيات، على 13 لجنة موضوعاتية لمقاربة قضايا تهم السياسة الثقافية والدبلوماسية الثقافية، الثقافة والرأسمال غير المادي، والثقافة والجهوية، الثقافة الشعبية، والفكر والقيم، والهوية والتعدد الثقافي واللغوي، والثقافة والإعلام، والإبداع والترجمة، والكتابة والقراءة والنشر والتوزيع، والمسرح والسينما والتشكيل، ثم الموسيقى. وتعكس هذه الورشات، حسب المنظمين، رغبة اتحاد كتاب المغرب بتنسيق مع شركائه الرسميين والجمعويين، في إعادة النظر في موقع ومنزلة المثقف على اختلاف اهتماماته الابداعية والدور المنوط به، وبلورة الاشكالات الاساسية التي يواجهها الفعل الثقفي بهدف ترتيب الاولويات ورسم خارطة طريق تعين الاهداف وتحدد المرامي مما سيغني خصوصية الثقافة المغربية من جهة، ويجعلها قوية بانفتاحها على القيم الكونية. وتتدارس ورشة "السياسة الثقافية والديبلوماسية الثقافية" آليات اعتماد سياسة دمج الثقافة في المجتمع، خصوصا في برامج التعليم والتربية والتكوين والتحسيس لربح رهان التنمية الثقافية، والمخططات الاستراتيجة لدعم قطاع الثقافة والفنون والنهوض به على غرار باقي المخططات القطاعية الاخرى ذات البعد الاقتصادي او الاجتماعي، فيما تتدارس ورشة "الثقافة والرأسمال غير المادي" تصور اتحاد كتاب المغرب لأجرأة مختف الثروات الرمزية، التي تمكن المجتمع المغربي من تحقيق طموحاته وتعزيز مكانته ومواكبة التحولات الحاصلة في المجال الثقافي والمعرفي عبر ربط سؤال الثروة بمنظومة القيم المختلفة والمترابطة فيما بينها. وتنكب ورشة "الثقافة والجهوية " على إبراز البعد الثقافي في المنظومة الجهوية وتأثيره وتأثره بمختلف المجالات الحيوية الاخرى، وكيفية ادماج الثقافة في مشروع اقتصادي تنموي جهوي شامل وتجسيد منطق الخصوصية الدينامية الثقافية لكل جهة، وترجمة التفاعل بين التعدد والتنوع داخل المنظومة الثقافية، فيما تنكب ورشة "الثقافة الشعبية" على إبراز دلالات الثقافة الشعبية ودورها في تأسيس الوعي الثقافي والمقاربة المفهومية لهذا النوع من التراث الغني، وحدود الفطري والنخبوي في نسيج هذا النوع الابداعي والحاجة الى فهم معرفي للثقافة الشعبية بالمغرب. ويتناول المشاركون في ورشة "الفكر والقيم" قضايا فكرية جوهرية تهم "الثقافة باعتبارها رافعة للتنمية" و"الثقافة في زمن ثورات مجتمع المعرفة" و"العولمة كمجال عابر للثقافات" و"العدالة المعلوماتية" و"دور الجامعة كمحرك للثقافة وكمنارة للفكر الحر والعقلاني" و"أهمية التراث كرافد من روافد تجديد الثقافة". وتتناول، من جهتها، ورشة "الهوية والتعدد الثقافي واللغوي" علاقة التفاعل والتكامل بين الهوية الوطنية والهوية الجهوية والتأثير اللغوي والقيمي بين مختلف الجهات، ومجموع القيم الثقافية والرموز المشتركة التي ينتظم المجتمع المغربي ضمن تخومها، وكذا الخصوصيات الجهوية الثقافية كتراث ثقافي محلي يعكس البيئة المحلية بتاريخها وتحولاتها القيمية والجمالية.