طوط.. طوط. كلاكسون يرد على كلاسكون. يجيب على كلاكسون. طوط عليا نطوط عليك إلى أن يرحم الله الجميع ويفكهم من «حصلتهم». مدينة من الكلاكسونات التي تصيب الرأس بالصداع. سلسلة لا تتوقف من تلك الأصوات المثيرة لحساسية طبلة الأذن. طويلة طول السلاسل الممتدة من المركبات السجينة في شارع إميل زولا وطريق بين لمدون. شارع لالة ياقوت مرصع بالمركبات الثابتة في مكانها إلى أن يحن الله على ركابها. طريق مديونة «مقفول» تماما. ابن تاشفين مختنق مثله مثل رفاقه في شبكة طرق وسط كازا. سيارات على امتداد البصر. تصطف السيارة خلف السيارة وراء الطاكسي الكبير بعد الطاكسي الصغير. ترصعها الطوبيسات. صار الكلاكسون منتصف نهار أمس جهازا لالتقاط الانفعال وضيق صدر السائقين. لا أحد يسلم بقدر الطريق مسدود. يسعى إلى منفذ رغم أن السبيل الإسفلتي غير سالك منذ الصباح. مركبات الدارالبيضاء «حصلت» في يوم «الخنقة» الكبرى وسط العاصمة الاقتصادية. زادت أشغال شق سكة التروماي من حدة الاكتظاظ واختناق الشوارع والطرقات الجانبية بمستعمليها الراكبين والمقيدين في مركباتهم الثابتة. شارع محمد الخامس مغلق منذ شهور، وصار إسفلته سكة حديدية في انتظار عجلات التروماي. شارع الحسن الثاني ليس أحسن حالا من سابقه. عبد المومن مر منه هو الآخر التروماي. وسط المدينة غير لائق للاستعمال بالمرة. تصير السيارة زنزانة سائقها أو معتقله الاضطراري في انتظار قد يطول زمانه قبل إطلاق سراحه. رون بوان الشيميكولور فخ للإيقاع في «الخنقة» الكبرى. سبع شوانط انقلبت إلى مصيدة اعتقال السيارات والحافلات. مشهد يثير شفقة الراجلين، وربما يتعاطفون مع الراكبين في محنتهم وسياراتهم قد تسمرت في أماكن توقف عجلاتها عن الدوران. لا تتململ خطوة واحدة في انتظار الفرج وانفتاح السبيل أمامها. قلت الطرق أمس وسط العاصمة الاقتصادية، وأشرفت على الانعدام. ليس في الأمر مبالغة. لكن لماذا لم يلجأ السائقون إلى الاستنجاد بالجيش الملكي للخلاص من الحصلة؟! سؤال يحتاج إلى سؤال آخر لمعرفة حقيقة الوضع المأزوم الذي عاشت تفاصيله المواصلات البارحة. ماذا وقع في الجيش الملكي؟ لقد خرج الحاصلون على الشواهد الجامعية في مسيرة مطالبتهم بالعمل. انطلقت حشودهم من ساحة ماريشال في اتجاه شارع الجيش الملكي. تعطلت لهذا الخروج إلى الشارع العام الطرق ولم تعد قابلة للاستعمال. هذا كل ما في أمر هذه النازلة التي لم تكن في حسبان السائقين وهم يتوجهون إلى فخ اعتقال مركباتهم.