أكد أخصائيو تجميل في المغرب أن أعداد الرجال الذين يقبلون على إجراء عمليات التجميل في البلاد تعرف ارتفاعاً لافتاً في الفترة الأخيرة، خاصة بالنسبة لعدد من رجال الأعمال وبعض المهن الحرة، فضلاً عن فئة المشاهير والشخصيات من أهل الفن والسياسة، والذين ينتسبون إلى عالم الأضواء. ويعزو أخصائيون الإقبال المضطرد للرجال المغاربة على عمليات التجميل، سواء شفط دهون الجسم أو تقويم الأنف وتشبيب بشرة الوجه، إلى حياة الرفاهية المادية لدى زبائن مراكز التجميل، أو الرغبة النفسية في الحصول على شكل "لوك" جديد ومثير. وأشارت إحصائيات الجمعية المغربية للتقويم والتجميل إلى أن زهاء 25% هي نسبة الرجال الذين يترددون على عيادات التجميل، بعد أن كانت النسبة لا تتجاوز 5% فقط خلال السنوات القليلة الأخيرة. سلطة الموضة وقال أحد أبرز أخصائيي جراحة التجميل بالمغرب البروفيسور صلاح الدين السلاوي: "الإقبال المتنامي للرجال على عيادات التجميل من أجل إصلاح وتقويم أجزاء معينة من أجسادهم، خاصة في ما يتعلق بعمليات شفط الدهون وتجميل الأنف والجفنين وشد الوجه وإزالة التجاعيد من الوجه وغير ذلك من تقنيات التجميل". وأفاد رئيس الجمعية المغربية للتقويم والتجميل بأن عمليات تجميل الأنف أو إزالة التجاعيد مثلاً يتساوى فيها تقريباً الرجال الوافدون على مصحته مع النساء، بسبب رغبة عدد من الرجال في الظهور بشكل مختلف وجديد، وأن ذلك يمدهم براحة نفسية وداخلية أكبر، مشيراً إلى أن الرجال يتكتمون في العادة على إجرائهم لمثل تلك العمليات، بخلاف النساء اللواتي يجرينها بعلم مسبق من لدن أسرهن. ومن جهته، بيَّن الأخصائي في التجميل الدكتور سعيد فرج أن زبائن عيادات ومراكز التجميل من الرجال في المغرب ينتمون خاصة إلى ذوي الدخول المرتفعة والمستوى الاقتصادي العالي، والذي يتيح لهم إجراء عمليات التجميل بيسر ودون مشقة مالية تُذكر. وتابع الخبير في التجميل أن أكثر رواد عيادات التجميل هم من رجال الأعمال والتجار والمشتغلون في بعض المهن التي تستوجب الحضور بمظهر جذاب وأيضاً سياسيون وفنانون يسعون إلى الحفاظ على نضارة وجوههم وأجسادهم أمام محبيهم والجمهور الذي اعتاد عليهم. وأردف المتحدث أنه من الذين يُقبلون على عمليات التجميل أيضاً أشخاص يأتون أحياناً بصور لمشاهير وفنانين مفضلين لديهم ويطلبون وجهاً يشبههم، وهو ما يجعل العملية التجميلية في بعض الأحيان تخضع لسلطة الموضة أكثر من أي شيء آخر. رأسمال الجسد ويعتبر زرع الشعر من أكثر عمليات التجميل الرجالية انتشاراً بالمغرب، حيث يقبل عليها زهاء 60% من مرتادي العيادات المختصة، باعتبار أن المغرب يعد بلداً رائداً في زراعة الشعر في الوطن العربي وتليها عمليات شفط الدهون من الجسم وبعدها تأتي عمليات تجميل الأنف وشد الوجه وجعله أكثر نضارة وحيوية من خلال إزالة التجاعيد التي تحيط بالجفنين والعينين. وعلق الباحث الاجتماعي مصطفى زروق على اللجوء المتزايد للرجال إلى عمليات التجميل قائلاً إنه أمر أضحى لافتاً للانتباه، خاصة في خضم حياة عصرية متسارعة الوتيرة والإيقاع وواقع يميل أكثر إلى الاهتمام بالشكل والمظهر، على حساب الجوهر والمَخبر. وعزا الأخصائي السوسيولوجي تزايد الإقبال الرجالي على عيادات ومراكز التجميل إلى متطلبات بعض المهن الحرة مثلاً، وأيضاً المناصب السياسية التي تفرض على الرجل العناية بمظهره الخارجي، لكونه رأسمالاً رئيسياً لا يمكن التفريط فيه إذا أراد الحضور الدائم بشكل مؤثر ومثير في محيط مجتمعه المهني والحياتي الذي ينتسب إليه. واستطرد زروق بأن أحد أهم العوامل التي تدفع الرجال إلى الاستعانة بتقنيات التجميل لإصلاح ما يمكن إصلاحه من أعطاب الزمن المرسومة على الوجه والجسد من ترهلات وتجاعيد وعيوب يتجلى في الرغبة في الحصول على انسجام متناغم بين الشكل الخارجي والجانب النفسي. واسترسل المتحدث بأن الرجل، خاصة في الفترة العمرية التي تتراوح بين الأربعين ومنتصف الخمسين يميل إلى إعادة النظر في حياته فيلتفت أكثر إلى جسده لتجميله.