أكد المشاركون في لقاء دراسي، تنظمه المديرية العامة للأمن الوطني، بالقنيطرة، على الأهمية الاستراتيجية للذكاء الاقتصادي في ربح معركة التنافسية وضمان تطور المقاولات والمؤسسات الوطنية. ويتميز هذا اللقاء، الذي ينظم على مدى يومين في موضوع "الذكاء الاقتصادي: مقاربة ثقافية جديدة من أجل عالم مطبوع بالتحولات"، بمشاركة مسؤولين حكوميين وممثلين عن عدد من القطاعات والمؤسسات وخبراء وفاعلين من القطاع الخاص. ونوه السيد الشرقي اضريس الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، في افتتاح هذا اللقاء، براهنية ونجاعة هذا الموضوع الذي أصبح يمثل رهانا أساسيا لجميع المجتمعات والدول ولا أدل على هذا من الأحداث التي بات يعرفها العالم خلال السنوات الاخيرة ولاسيما ما يتعلق بالكشف عن معلومات هامة وحساسة عبر قنوات التجسس الاقتصادي والصناعي والسياسي. وأكد ان الذكاء الاقتصادي كآلية للتطوير التنافسية ونجاعة المقاولة الوطنية يهدف الى ارساء منظومة تتوخى تأمين المعلومات المتعلقة بكل القطاعات الحيوية الاقتصادية منها والصناعية والتكنولوجية من جهة ، وإدراجها في منظومة الحكامة الاقتصادية من جهة ثانية. وانطلاقا من هذا المعطى، يضيف الوزير المنتدب، فان هذه الآلية العلمية تظل وسيلة أساسية لحماية وتحصين المناخ الاقتصادي وتأمين بنياته من الأخطار الداخلية والخارجية المحدقة به وكذلك ترسيخ مكتسباته وتطوير مقوماته بما فيها الرأسمال اللامادي الذي دعا اليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة عيد العرش المجيد في 31 يوليوز2014 . وشدد على أن تحدي تحصين المجال الاقتصادي الوطني في ظل تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصال لم يعد يتمثل في التوفر على المعلومة وإنما في سرعة الوصول اليها وكيفية توظيفها. وأبرز السيد الشرقي اضريس في هذا الصدد، أن انفتاح المغرب على محيطه الاقليمي والدولي وانخراطه في الاقتصاد العالمي يجعل منه مسرحا لمجموعة من التجاذبات الاقتصادية والسياسية، الامر الذي يستوجب تعزيز حماية مكتسباته ضد كل نوع من انواع الاختراق ضمانا للأمن والاستقرار، اللذين يعتبران عاملا أساسيا يضمن فضلا عن استقطاب الاستثمارات الخارجية وخلق جو من الثقة لدى الفاعلين الاقتصاديين والماليين، تحقيق ما يصبو إليه المواطن من رخاء وسلم اجتماعي . ومن جانبه، اعتبر السيد ناصر بوريطة الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، أن موضوع الذكاء الاقتصادي يكتسب أهميته و راهنيته من خلال التحولات العميقة التي يعرفها العالم والتي تتميز بالانتقال الى التنافسية. وبعد أن ذكر بالزيارات الملكية الى عدد من الاقطار والدول الافريقية والتي أعطت دفعة قوية للديبلوماسية الاقتصادية، أكد السيد ناصر بوريطة، على أن الذكاء الاقتصادي أضحى يشكل احدى العناصر الأساسية للديبلوماسية المغربية. وأشار في هذا الصدد الى التراكمات والمكتسبات التي حققها المغرب في هذا الاطار داعيا الى وضعها في إطار مهيكل وملائم . وأبرز الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون على الدور الهام الذي يضطلع به المستشارون الاقتصاديون في مختلف السفارات والتمثيليات الديبلوماسية للمملكة، والذي يتجلى أساسا في جمع المعلومات ومعالجتها ووضعها رهن إشارة الفاعليين العموميين والاقتصاديين . واعتبر أن الانخراط في معركة الذكاء الاقتصادي يتطلب التركيز على أهمية تكوين العنصر البشري في مجال الحصول على المعلومة وتوظيفها والحفاظ عليها. ومن جانبه، أبرز السيد بوشعيب ارميل المدير العام للأمن الوطني، خلال الجلسة الافتتاحية، أن التطرق لموضوع الذكاء الاقتصادي والحاجة إلى مقاربة ثقافية جديدة لفهم ومواكبة التحولات التي يعيشها العالم، أضحى يكتسي أهمية بالغة في الظرف الراهن. وأشار في هذا السياق إلى مقولة للقائد العسكري الصيني الشهير صن تسو، يؤكد فيها أن "الخبراء في مجال فن الحروب هم من يستطيعون تقويض أسلحة الخصوم من دون الحاجة إلى القتال، والسيطرة على المدن من دون اجتياحها، والإطاحة بالدول من دون القيام بعمليات عسكرية". وأبرز السيد ارميل في هذا الصدد أن المساهمة والانخراط في التنافسية الاقتصادية يتطلب بالضرورة التحكم والسيطرة على المعلومة، التي أضحت اليوم عاملا يتمتع بقيمة مضافة غير مسبوقة.