كوم -عبد المنعم شوقي – التصوير: للزميلين محمد و أحمد خالدي. تكريسا للتقليد الذي سنته الدائرة القضائية للناظور بتكريم المتقاعدين والمغادرين المنتمين لأسرة العدل وكذا المتفوقين دراسيا من أبناء أطر وموظفي القطاع نظير ما قدموه من عطاءات وتفعيلا لثقافة الاعتراف بمن خدموا وضحوا في سبيل خدمة الوطن عبر مختلف مجالاته ،عاش فضاء مقر محكمة الاستئناف بالناظور في الأسبوع الأخير لحظات تاريخية مؤثرة أثثها الحضور الوازن لنزيلات ونزلاء الجمعية الخيرية الإسلامية بالناظور الذين سرقوا الأضواء خلال حفل التكريم في لحظة مليئة بالقيم والمشاعر الإنسانية النبيلة، وهم يحضون بتكريم والتفاتة إنسانية من أسرة القضاء بعد حصيلة دراسية موفقة نالت إعجاب مسؤولي القضاء بالإقليم. حفل التكريم في يوم العرفان والوفاء لأهل التميز والعطاء استهل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تلتها كلمة السيد رئيس المجلس الجهوي للودادية الحسنية للقضاة الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بالناظور الأستاذ عبد العزيز المهياوي الذي أكد في مستهل كلمته المؤثرة للغاية، ب"أن التكريم هو دعم وترسيخ قبل كل شيء للعلاقات الإنسانية، وأن الحفل الذي ينظم اليوم بالدائرة القضائية للناظور يمثل لحظة متميزة ومحطة سعيدة سيعيشها المحتفى بهم الذين ظلوا شعلة مضيئة في جسم أسرة العدل، وعملوا بجد ومثابرة مما سيجعل مكانتهم راسخة ومحفورة في الذاكرة القضائية بالناظور وخص بالذكر كلا من الأستاذ المستشار الحسين العيادي الذي عرفته محاكم الناظور كقاضي وكمستشار تحمل مسؤوليته بكل جدارة وكفاءة، والأستاذ أحمد الصابري والأستاذة المستشارة فتيحة صابور التي ستنتقل إلى خارج الإقليم، والأستاذ عبد المالك الخمار كأقدم محامي، والسيد شعيب التجاني من هيئة العدول بالناظور وهو من مواليد سنة 1924، والسيد محمد زريوح كإطار في كتابة الضبط وغيرهم ممن أسدوا الخدمات الجليلة لوطنهم"، وأضاف السيد لرئيس الأول لمحكمة الاستئناف قائلا والتأثر باديا عليه "اللسان يعجز والمعاني تتمرد للتعبير عن بالغ الامتنان عما قدمه هؤلاء من خدمات ومن عطاءات، ويحز في النفس أن يتم توديع هذه الوجوه متمنيا لهم جميعا كامل الصحة والعافية . وبخصوص تكريم التلميذات والتلاميذ المتفوقين في دراستهم من أبناء أطر وموظفي أسرة العدل بالناظور واختيار زملائهم من نزيلات ونزلاء الجمعية الخيرية الإسلامية بالناظور لتكريمهم أيضا، أشار الأستاذ عبد العزيز المهياوي إلى استشعار مهابة اللحظة وأسرة العدل تكرم فلذات أكبادنا وأجيال المستقبل، منوها وبحرارة بالمجهودات التي بذلتها نساء ورجال التعليم الذين كانوا وراء النتائج المشرفة التي حصل عليها تلامذتنا مما يستحقون عليه كل تقدير وثناء. وبنفس المناسبة السعيدة تناول الكلمة الأستاذ عبد الحكيم العوفي الوكيل العام بمحكمة الاستئناف حيث أشاد بأجواء الحفل معتبرا إياه بادرة حسنة سنتها هذه الدائرة القضائية للوقوف اعترافا للمجهودات التي بذلها من سنودعهم من المتقاعدين ومن المنتقلين للاشتغال في مناطق أخرى من ربوع وطننا ولعطاءاتهم المتواصلة. وعبرت ودادية موظفي العدل بالناظور عن سعادتها الكبيرة التي تغمرها وهي تشارك اليوم في تنظيم هذا الحفل المتميز للاعتراف بما قدمه من أشرفوا على التقاعد أو قرروا الانتقال إلى وجهة أخرى متمنيا لهم كامل التوفيق والنجاح في مشوارهم العملي . السيد نقيب هيئة المحامين بالناظور أكد في كلمة له بالمناسبة، بأن المحتفى بهم اليوم يستحق كل واحد منهم تكريما خاصا لما قدمه كل واحد منهم من جليل الأعمال وعطاءات ساهمت إيجابيا في خدمة العدالة وتطوير بلدنا العزيز. وخاطب الأستاذ النقيب المكرمين قائلا لهم "اخترتم الفراق ولم تستشيروننا أو تأخذوا رأينا، وبالتالي فالحكم صدر غيابيا في حقنا مما يجعلنا نطعن فيه، ليستطرد قائلا "أكيد أن اختياركم لمغادرة هذه الدائرة القضائية كان لأسباب اجتماعية فقط مما يجعلنا نعبر لكم عن دعواتنا معكم بالتوفيق والنجاح في مهامكم التي ستشغلونها في مدن وأقاليم أخرى وأنتم تساهمون في تنمية بلدكم" . وحينما أراد الأستاذ النقيب أن يتحدث عن الأستاذ الصابري ، تساءل "عن أي صابري سأتحدث ، هل الصابري الإنسان ؟ أم الصابري الرئيس؟ أم قاضي الناظور، أم قاضي التوثيق الخ…إننا نفتخر بأمثالك لعطائك، لتواضعك، لمخزونك الفكري والثقافي والقانوني والمعرفي ،ولنقاوة يديك ". وخاطب الأستاذ النقيب، المستشارة الأستاذة فتيحة صابور التي قررت الانتقال إلى وجهة أخرى قائلا "هنيئا لنا أن تكوني بيننا وأن تكوني منتسبة لهذه الدائرة القضائية، وذاكرة هذه الأخيرة ستحتفظ باسمك بكل فخر واعتزاز". وعن الأستاذ المحامي عبد المالك الخمار الذي تغيب عن الحفل لظروف صحية وجه، الأستاذ النقيب تحية حب واحترام لزميله الذي تعرف عليه في أوائل السبعينات و"حينما كنا نترافع – يضيف الأستاذ النقيب – كان يتسلح دائما بالابتسامة ثم ينشط مرافعاته بشيء من الفكاهة. ونوه الأستاذ النقيب بالخصال الحميدة للإطار محمد زريوح الذي قال عنه بأنه عرف بالانضباط والمثابرة وبحضوره الدائم ، وكان لا يقول لا لكل ما هو معقول ، كما أشاد بزملائه في كتابة الضبط . وعلى وقع شهادات في حق المكرمين ،تم منح كافة المتقاعدين والمنتقلين دروعا تذكارية تقديرا لهم ولجهودهم في الدائرة القضائية بالناظور ، كما تم منح جوائز وشهادات تقديرية للتلميذات والتلاميذ الحاصلين على معدلات مشجعة برسم الموسم الدراسي 2016 – 2017 في مختلف المستويات الدراسية وهم من أبناء أطر وموظفي أسرة العدل والقضاء بالإقليم، بالإضافة إلى تكريم ثلة من الناجحات والناجحين المقيمات والمقيمين بالجمعية الخيرية الإسلامية بالناظور ، وكانت بحق لحظة مؤثرة للغاية والسيد الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف يعانق إحدى تلميذات هذه المؤسسة الخيرية وينوه بنتائجها، وتأثر بها الحضور مما جعله يقف ويصفق بحرارة للحظة. ونقدم لكم هنا ربورطاجا مصورا عن الحفل البهيج والمؤثر ، على أننا سنعمل على إدراج الشهادات واللحظات بالصوت والصورة .