هل من المنطق أن يطلق الإرهابيون على عملياتهم الإرهابية التي تسفك الدماء وتحول البشر إلى أشلاء ، جهادا ؟لا أعتقد ذلك بتاتا ، إنما الجهاد الحقيقي والذي يحمي البشر ليعيشوا في أمن واستقرار وطمأنينة ، هو الذي قامت وتقوم به مصالحنا الأمنية بكل جدارة واستحقاق وكفاءة عالية ومهنية تبهر العالم أجمع ، الجهاد الأمني الذي يسخر كل إمكانياته وطاقاته وإبداعاته للسهر على أمن المواطنين، وحماية الوطن من جرائم هؤلاء الإرهابيين. ويا للأسف حينما يسمح البعض لنفسه للدفاع عن المجرمين والقتلة الذين أوغلوا فتكا في قوات الأمن بمخيم "أكديم ازيك" وأقدموا بوحشية كبيرة على مقتل 11 عنصرا من أفراد أسرة الأمن، وتلاعبوا بجثثهم، وغرزوا سيوفهم في أجساد خيرة أبناء هذا الشعب ، وتبولوا عليها أمام أنظار الجميع ، وحينما يتولى هؤلاء الدفاع عن هؤلاء المجرمين فهم بطريقة مباشرة يصبحون منخرطين في دعم الإرهاب ، بحيث لا يمكن أن ننتظر حتى يكون القاتل جهاديا حتى نسميه إرهابا ، وما قام به هؤلاء القتلة في مخيم "أكديم ازيك" يعتبر إرهابا . قبل أربعة أيام قامت أجهزتنا الأمنية، بمهنيتها العالية بتفكيك خلية من أخطر الخلايا الإرهابية والتي تتواجد عناصرها في عدد من المدن المغربية ورفقتها أسلحة متطورة قابلة للهجوم في أية لحظة وتنفيذ عمليات تخريبية تستهدف المغاربة ومصالحهم ،وكانت الخلية تتواصل مباشرة مع كبار قادة الإجرام الإرهابي في كل من سوريا ، ليبيا والعراق ، وهذا يؤكد لنا مرة أخرى بأن التنظيمات الإرهابية الموزعة على مناطق التوتر مازالت شهيتها مفتوحة تجاه بلدنا وشعبنا، وذلك من خلال التأثير على شباب مغاربة يكونون مستعدين لتنفيذ العمليات والمخططات الجهنمية التي تخطط لها من أجل استهداف امن واستقرار بلدن العزيز. هذا الإنجاز الأمني الرائع الذي بصمت عليه أجهزتنا الأمنية من خلال المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ، والذي تجاوب معه كثيرا الرأي العام لخطورته وبشاعته ، وأنقذ وجنب هذا البلد الأمين ومواطنيه الأبرياء مخططا تخريبيا ، يعتبر عملا بطوليا مقدرا ليس من طرف الشعب المغربي فقط ، بل من طرف كل محبي الحياة والسلم والأمان في العالم. وكما قلت في مناسبة سابقة ، أمن واستقرار بلدنا ، لا يعني فقط المصالح الأمنية ، الدرك الملكي ، القوات المساعدة الخ…، بل يهم كل واحد منا ، وعلى الجميع أن ينخرط في العملية الأمنية لحماية بلدنا من هؤلاء القتلة ، حاملي الأحزمة الناسفة التي لا تعرف الرحمة ولا الشفقة . إنجاز كبير هذا الذي حققته وتحققه أجهزتنا الأمنية ، وجدير بالافتخار لأنها تبرهن مرة أخرى بأنها فعلا تمتلك استراتيجية محكمة لتفويت الفرصة على كل نوايا ومخططات العناصر الإرهابية التخريبية .