بالبند العريض وفي الصفة الرئيسية من يومية "الصباح" للعدد الصادر يومه الثلاثاء 24 أكتوبر الجاري ، نقرأ العنوان التالي "مسعفات في قلب فضيحة جنسية بالناظور " والأمر حسب ما ورد في المقال يتعلق بمسعفات تابعات لفرع الناظور لمنظمة الهلال الأحمر المغربي ، ويتضمن تصريحات للمسؤول الأول محليا عن هذه المنظمة الإنسانية. وكمتتبع لملف منظمة الهلال الأحمر المغربي بالناظور وما راكمه من مشاكل واختلالات قانونية ما فتئت وسائل الإعلام المحلية والجهوية والوطنية تكشف عن ملابساتها في حينه ، ارتأيت أن أتطرق لهذا الموضوع بالصراحة والشجاعة التي اتخذتها منهجا في معالجتي لمختلف قضايا الإقليم قد تعجب البعض وقد تثير غضب الآخر. مبدئيا، لا أحد يناقش الانضباط والسلوك والاستقامة والتضحية في خدمة المرضى والتي تميز ويتميز بها مسعفوا ومسعفات منظمة الهلال الأحمر المغربي بالناظور ،والذين يشكلون أسرة واحدة، ولهم تجاوبهم مع مختلف مكونات الساحة الناظورية ، الانضباط مع الأسف يغيب إن- لم نقل – ينمحي كليا حينما نود الحديث عن الظروف التي واكبت عملية انتخاب وتجديد مكتب الهلال الأحمر المغربي بالناظور ومدى قدرة بعض مسؤولي هذه المنظمة محليا على تحمل مسؤولياتهم بجدية وتجرد، وإبعاد هذه الأخيرة عن الحزازات السياسية والنقابية . حينما نقرأ بأن هناك "تصريحات رسمية " لمسؤول بوزارة الصحة اتهم مسعفات بالهلال الأحمر ، متطوعات للعمل بالمستشفى الإقليمي الحسني بالناظور بممارسة الدعارة بغرف المؤسسة الصحية "يعني أن هناك مراسلات مكتوبة أو تصريحات مسجلة تثبت هذه الواقعة المنسوبة لهذا المسؤول ، وبالتالي فالنيابة العامة في هذه الحالة ليست في حاجة إلى من يتقدم إليها بشكاية ، بل هي من تتولى تحريك الدعوى العمومية ، لكن إذا لم تكن هناك حجج إثباتية تؤكد فعلا ما نسب لمن سمي بمسؤول الصحة بالمستشفى الحسني ،ففي هذه الحالة نكون أمام اللعب في موضوع جدي له انعكاساته لكونه يمس سمعة وشرف العديد من المسعفات اللواتي نعتز بهن ونفتخر بدورهن . وحسب التحريات التي قمنا بها من منطلق رسالتنا الإعلامية النبيلة ، اتضح أن ما نسب لهذا المسؤول الصحي ما هو إلا محاولة يائسة قام بها المسؤول المحلي عن منظمة الهلال الأحمر المغربي بالناظور كردة فعل انفعالية جاءت نتيجة عدم السماح له بولوج قسم الشرايين وأمراض القلب في ساعة كانت تتمم فيها عملية استبدال ملابس إحدى المريضات التي كانت في وضعية حرجة ، ومسؤول الهلال الأحمر المغربي لم يكن يحمل لا شارة ، ولا بذلة تعرفه ، وحينما أراد الدخول بقوة إلى القسم، تم منعه وواجه المسؤول بالعبارات التي لم تعد تنفع في عهد جلالة الملك محمد السادس نصره الله "واش ما عرفتيش شكون أنا " وكأن صفته كتبت على جبينه، وناسيا بأن الدولة المغربية ومن أجل القضاء على هذه الامتيازات ، قامت بإزالة المهنة من بطائق التعريف الوطنية لكي يكون التعامل بالتساوي مع الجميع ، أنا لا يهمني عملك ولا مهنتك ، بل يهمني مدى احترامك وتقيدك بالقوانين الجاري بها العمل حتى لا نحول الأمر إلى سيبة وفوضى. المسؤول المحلي لمنظمة الهلال الأحمر المغربي بالناظور ، كان عليه لو كان يحترم نفسه ، المرور عبر القنوات الإدارية بالمستشفى الحسني بالناظور إن هو أراد أن يتفقد قسما من الأقسام بالمستشفى، رغم أن الذي يقوم بمهمة التفقد هو مندوب وزارة الصحة والمدير الإقليمي للمستشفى والمسؤولين عن قسم قطب الاستشفاءات التمريضية الذي يضم أطرا إدارية نعتز بها ذكورا وإناثا، واتصاله بإحدى هذه القنوات كان سيسهل عليه مهمة القيام بما كان يريد أن يقوم به هذا المسؤول المحلي لمنظمة الهلال الأحمر المغربي بالناظور- إن كان هذا يتماشى مع القوانين الداخلية للمستشفيات العمومية – ، وأضعف ما يمكن أن يقدم له هو مرافقته بإداري من المستشفى للقيام بالعمل الذي يريد أن يقوم به. أعتقد أن منظمة الهلال الأحمر المغربي التي ترأسها الأميرة الجليلة العزيزة على كل المغاربة بما بصمت عليه من أعمال إنسانية عظيمة ولعقود من الزمن من خلال هذه المنظمة الإنسانية،لها إدارتها المركزية ولها ناطقها الرسمي الذي يعرف متى يتكلم وكيف يتكلم ويكون حذرا من كل رواية ملفقة قد تضر بسمعة بنات عائلات لهن احترامهن وشرفهن ومكانتهن وسط المجتمع ،ومحاولة الإيقاع بموظف لم يقم إلا بما يمليه عليه واجبه المهني والتسرع في سحب المسعفين والمسعفات من المستشفى الإقليمي بالناظور كان خطأ جسيما، والكل يعرف معاناة هذا المستشفى مع النقص المهول والفظيع في الموارد البشرية ومنها الممرضون والممرضات ،وكان ينبغي التعامل مع اللحظة بتعقل ورزانة وليس بالتهور والاندفاع لأن الأمر يتعلق بصحة المواطنين . وقد سبق لنا في أكثر من مراسلة ومقال عبر هذا الموقع وغيره من المنابر الإعلامية أن نبهنا إلى طريقة تدبير شؤون منظمة الهلال الأحمر المغربي بالناظور، وهي طريقة ارتجالية وليس مهنية وبالتالي ما وقع اليوم وما سيقع في المستقبل ما هو إلا نتيجة للطريقة الممنهجة في تدبير شؤون منظمة إنسانية هي كبيرة على البعض.