كوم - عبد المنعم شوق و الطيب البويفروري – التصوير للزميل : أحمد خالدي. على غرار باقي مدن المملكة ، احتفلت أسرة الأمن بالمنطقة الأمنية الإقليمية بالناظور صبيحة السبت 16 ماي الجاري ، بالذكرى التاسعة والخمسين لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني ، وهي ذكرى تتزامن مع القرار التاريخي لجلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه بإحداث هذه المؤسسة الوطنية يوم 16 ماي 1959 ، كمظهر بارز من مظاهر استكمال السيادة الوطنية عقب استقلال المغرب ، وقد شكل هذا القرار نقطة الانطلاق الأولى في مسار طويل لبناء جهاز أمني مغربي حديث بمؤسسات عصرية ترمي إلى الحفاظ على أمن البلاد والمواطنين والممتلكات والسهر على احترام القانون وتأهيل سياسة القرب ، واحترام حقوق الإنسان ، وضمان استقرار الوطن ، والدفاع عن سيادته ومواجهة كافة الأخطار الداخلية والخارجية.
الحفل الذي احتضنه فضاء مقر المنطقة الأمنية الإقليمية، تم بحضور السيد عامل الإقليم الحاج مصطفى العطار و السيد الكاتب العام للعمالة والهيئتين القضائية والعسكرية ورئيس المجلس العلمي المحلي ، ورئيس المجلس ، وعضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي ،ونواب برلمانيون ، ومنتخبون ، وممثلين عن الأحزاب السياسية والمنظمات النقابية وفعاليات المجتمع المدني ، والذين وجدوا في استقبالهم السيد محمد نبيل لعوينة رئيس المنطقة الإقليمية الأمنية بمعية مساعديه الأقربين.
وبعد تحية العلم ، وتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم من طرف أحد عناصر الأمن التابعة للمنطقة "إن الله يأمركم بأداء الأمانات إلى أهلها …" صدق الله العظيم ، ألقى رئيس المنطقة الأمنية الإقليمية السيد محمد نبيل لعوينة كلمة بالمناسبة ، رحب في مستهلها بالحاضرين شاكرا إياهم على دعمهم المعنوي الذي لم ينقطع ولو للحظة واحدة.
وتوقف السيد محمد نبيل عند جملة من التحولات التي ساهمت في تطوير آليات العمل لدى المديرية العامة للأمن الوطني ومن خلالها المنطقة الأمنية للناظور، وتقنيات تدخلها وتوسيع نطاق مجالات حضورها الميداني وتطوير مناهج التكوين وتأهيل العنصر البشري وتمكينها من كل وسائل الاشتغال ومواكبة التطور الذي عرفه مجال الأمن ومكافحة الجريمة بمختلف أنواعها .
وهنأ رجال الأمن بالمنطقة الأمنية الإقليمية للناظور، على ما أبانوا عنه من نجاعة فائقة وعزم قوي في الدفاع عن أمن الوطن والمواطنين من خلال تفكيك عدد من شبكات العصابات الإجرامية وهو العمل الذي واكبته الصحافة المحلية والجهوية والوطنية وأيضا المواقع الإخبارية الإلكترونية .
وفي هذا الصدد، أوضح السيد رئيس المنطقة الأمنية الإقليمية بالناظور بأن هذه الأخيرة وفي إطار مكافحة الجريمة بكل أشكالها ، ومحاربة كل ما من شأنه المس بسلامة الأشخاص والممتلكات أو زعزعة الاستقرار ، اعتمدت استراتيجية أمنية متكاملة للوقاية من الجريمة وذلك عبر الحضور المكثف للدوريات الأمنية بالشارع العام ، وزجر مختلف ظواهر الانحراف والجنوح من خلال تدعيم التدخلات الميدانية لمكافحة الجريمة مما تأتى لهذه المنطقة من تسجيل نتائج مهمة السنة الماضية تترجمها الأرقام التالية:
إيقاف 11.980 شخص بخصوص جرائم مختلفة منهم 4086 مبحوث عنه. حجز 686 من مخدر الشيرا. حجز 547 غرام من المخدرات القوية حجز 336 كلغ من مادة الكيف ومشتقاتها. حجز 4679 قرص مهلوس. حجز 26883 وحدة متنوعة من الخمور. حجز حوالي 300 سيارة في وضعية غير قانونية. زجر 24668 مخالفة مرورية ….المداخيل 5.831.300 درهم 2500 عربة تم إيداعها بالمحجز البلدي. ونظمت المنطقة الأمنية 90 حملة تحسيسية بالمؤسسات التعليمية، استفاد منها 12438 تلميذ وتلميذة .
وفي إطار إيلاء الأهمية القصوى لتأهيل العنصر البشري من أجل العمل بطرق مهنية تتماشى وآخر طرق التعامل ، أشرفت المنطقة الأمنية على تنظيم دروس أسبوعية للعناصر الأمنية التابعة لهذه المنطقة في إطار خدمة حكامة أمنية جيدة تحفظ أمن المواطن والوطن.
وبخصوص العمل الاجتماعي ،توقف السيد نبيل لعوينة عند مجموعة من الخدمات الاجتماعية التي استفاد منها رجال الأمن بالمنطقة الأمنية عن طريق التوقيع على مجموعة من الاتفاقات والشراكات تهم مجالات منها الضمان الصحي والسكن الاجتماعي والقروض والتامين والعمل الاجتماعي والتربوي والتأطيري .
وأكد السيد رئيس المنطقة بأن استعراض هذه المنجزات التي تم تحقيقها السنة الماضية ، نأمل من ورائها إلى استشراف المستقبل بعزيمة وإرادة قويتين من جهة ، وللتأكيد من جهة أخرى على جسامة المسؤولية وصدق النية لدى أسرة الأمن الوطني للنهوض بدورها الأمني للحفاظ على أمن المواطنين وسلامتهم.
السيد محمد نبيل لعوينة ، اغتنم مناسبة تخليد هذه الذكرى العطرة للتذكير بسلسلة اللقاءات المثمرة التي عقدتها المنطقة الأمنية مع مختلف التنظيمات السياسية والنقابية والجمعوية والإعلامية والتي عبرت عن كامل استعدادها للتعاون والتجاوب مع كل ما يخدم أمن المواطنين والوطن ، وأشاد بغيرتها الوطنية .
وفي ختام كلمته ، أوضح السيد رئيس المنطقة الإقليمية الأمنية بالناظور، إلى أن ما تم تحقيقه من نتائج مشرفة طيلة السنة الماضية ، ما كان له أن يتحقق لولا تضافر الجهود، جهود الجميع من قضاء وسلطات ومؤسسات منتخبة ومجتمع مدني ووسائل الإعلام ، مجددا للجميع خالص عبارات الشكر والامتنان ، وعلى الدعم المعنوي الذي يقدمونه لأسرة الأمن المنخرطة في إرساء دولة الحق والقانون وتحقيق شرطة المواطنة عملا بشعارها الخالد الله الوطن الملك.
وبمناسبة تخليد الذكرى التاسعة والخمسين لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني ، تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية رئيس أركان الحرب العامة ، فأنعم على عنصرين من المنطقة الأمنية الإقليمية بالناظور بوسامين ملكيين، ويتعلق الأمر بالسيدين:
بير محمد ، ضابط أمن ممتاز ، التحق بصفوف الأمن الوطني سنة 1976 كمفتش شرطة ، وعمل بمجموعة من المصالح بمختلف المدن المغربية، وأبان عن سلوك وجدية كبيرتين.
فؤاد الزموري، ضابط أمن ممتاز ، التحق بالعمل في صفوف أسرة الأمن الوطني سنة 1982 برتبة حارس أمن ، عمل بالخلية الإدارية بالمنطقة الأمنية للناظور وأبان هو الآخر عن سلوك وجدية كبيرتين.
فقرات تخليد ذكرى تأسيس المديرية العامة للأمن الوطني ، تميزت أيضا بالقصيدة المؤثرة التي جادت بها قريحة العميد الإقليمي السيد عبد الحق الحسيني تحت عنوان "ملحمة السادس عشر" حيث أبدع فيها ، وتألق في كيفية الإلقاء :
ننشر في الأرض ينابيع الأمل لنا أعين تحرسهم وراء العاهل المفدى بأمره نصد ليس في حب البلاد مرتبة بين الرتب أوفياء دوما ولم نخن .