وقال بيان وزعته وكالة الأنباء المغربية، إن الأمير مولاي إسماعيل ابن عم العاهل المغربي الملك محمد السادس قرر رفع دعوى قضائية ضد الصحيفة. ونشرت الصحيفة كاريكاتورا في عددها المزدوج ليومي السبت والأحد للأمير، الذي احتفل بزفافه الجمعة الماضي، وهو محمول، تبعا للطريقة التقليدية المغربية في حفلات الزفاف، على منصة خشبية، عليها بعض النقوش على شكل نجمة، وفي خلفية الصورة علم المغرب وجزء من نجمته الخضراء، وكتب على الكاريكاتور تعبير «مولاي إسماعيل في العمارية» وهي المنصة الخشبية الدائرية، التي يجلس عادة عليها العرسان في المغرب. إلى ذلك، قامت عناصر من الشرطة ترتدي الزي المدني صباح أمس بتطويق مقر الصحيفة بالدار البيضاء، ومنعت جميع العاملين من دخول مكاتبهم. وقال توفيق بوعشرين، ناشر ورئيس تحرير الصحيفة ل «الشرق الأوسط» «إن ما قامت به وزارة الداخلية المغربية يعد سابقة في مجال مصادرة الصحف ومحاكمتها، إذ لم يسبق من قبل أن تم إغلاق مقر صحيفة وتجميد حساباتها». وعبر بوعشرين عن اعتقاده بأن وزير الداخلية عمد إلى خرق القانون بحجزه لعددين من الصحيفة، علما بأن القانون يمنحه حق حجز عدد واحد موضوع المتابعة، مشيرا إلى أن بيان وزارة الداخلية يتحدث عن رسم كاريكاتوري يتضمن نجمة داود، ويوحي بمعاداة السامية، وهذا غير موجود إطلاقا في الرسم. وزاد بوعشرين قائلا «تفسير ذلك في رأيي، هو أن السلطات لم تجد أي مبرر لإغلاق الصحيفة ولجأت لقضية الإساءة». وأضاف قائلا «لم يكن في نيتنا الإساءة إلى الأمير مولاي إسماعيل بل قمنا بتغطية إيجابية لحفل زفافه». وكان بيان الداخلية المغربية قال إن الوزارة قررت متابعة «أخبار اليوم» بسبب «نشرها رسما كاريكاتوريا له علاقة باحتفال الأسرة الملكية بحدث له طابع خاص جدا»، في إشارة إلى حفل زفاف الأمير مولاي إسماعيل، الذي أقيم بالرباط يوم الجمعة الماضي. وأضاف البيان يقول «على ضوء العناصر المتوفرة حول هذه القضية، قررت الوزارة طبقا للقوانين المعمول بها، متابعة يومية «أخبار اليوم» والقيام بحجزها مع اتخاذ التدابير الملائمة بخصوص وسائلها ومقراتها». وأشار البيان إلى أن الرسم يشكل «مسا صارخا بالاحترام الواجب لأحد أفراد الأسرة الملكية»، واعتبرت الوزارة أن «استعمال العلم الوطني بنية مغرضة في الرسم الكاريكاتوري يشكل مسا برمز من رموز الأمة من خلال إهانة شعار المملكة». وأضاف البيان أن «استعمال نجمة داود في الرسم الكاريكاتوري يثير، من جهة أخرى، تساؤلات حول تلميحات أصحابه ويكشف عن توجهات مكشوفة لمعاداة السامية». إلى ذلك، قال مصدر من الوزارة الأولى (رئاسة الوزراء) إنه لم يصدر أي قرار كتابي لإغلاق الصحيفة، وأن عباس الفاسي، رئيس الوزراء، الذي يفترض أن يوقع على قرار إغلاق الصحف طبقا للقانون، لا يوجد في الرباط بل في مدينة أغادير (جنوب المغرب) لحضور نشاط ملكي. من جهته، نفى خالد كدار، الرسام الكاريكاتوري بالصحيفة أن يكون رسمه يتضمن إساءة للعلم المغربي أو إشارة لمعاداة السامية، وقال كدار ل«الشرق الأوسط» «إن السلطات بررت إغلاق الصحيفة بأشياء مغلوطة، إذ حرفوا معنى الرسم، وتم تأويله بطريقة سلبية». وعبر كدار عن اعتقاده بأن «الرسم عادي جدا، ولا يتضمن نجمة سداسية، بل هي نقوش من الزخرفة التقليدية المغربية المعروفة». وقال كدار إنه سبق أن رسم كاريكاتورا للأمير مولاي هشام ابن عم العاهل المغربي الملك في صحف مغربية أخرى ولم يعترض الأمير عليه. من جهتها، قالت نقابة الصحافيين المغاربة إن إغلاق السلطات لمقر الصحيفة إجراء غير قانوني، وقالت إنه لا يوجد في قانون الصحافة ما يبرر هذا الإجراء. وعبرت النقابة في بيان أصدرته أمس عن «استنكارها الشديد للخطوة التي أقدمت عليها السلطات»، وحملت الحكومة مسؤولية ما وصفته «خرقا صارخا للقوانين»، وطالبت النقابة السلطات برفع يدها عن مقر الصحيفة، التزاما بالقوانين وبالحريات. وذكرت النقابة أنها وجهت شكوى إلى كل من رئيس الوزراء، ووزراء: العدل والداخلية والإعلام. وأشارت النقابة إلى أنه ينبغي تعديل فصل قانون الصحافة الذي يتحدث عن «الإخلال بالاحترام الواجب للملك ولأحد أفراد الأسرة الملكية»، لأنه يفتح الباب من وجهة نظرها، أمام «تأويلات تسمح بالتضييق على حرية الصحافة». وقالت النقابة «إنه من حق أي طرف، اعتبر نفسه متضررا، اللجوء إلى القضاء، موضحة أن فن الكاريكاتور معمول به في كل البلدان، كما هو الشأن في المغرب، حيث تستعمله الصحف في إطار تعليقاتها الساخرة على مسؤولين حكوميين وسياسيين وكل الفئات الأخرى العاملة في مجالات الثقافة، والفن، والرياضة».