تمكنت العديد من طرازات السيارات، خلال مسيراتها، من تحقيق الأرقام الصعبة وتخليد أسمائها على صفحات تاريخ صناعة السيارات، كما استطاعت العديد من الأسماء اللامعة لطرازات متفوقة، بفضل اعتماديتها العالية وحضورها المميز، من التحول إلى طرازات عالمية وسفير يحمل اسم وشعار صانعته عاليا ويمثل بلاده في أسواق العالم أجمع. ويظل أشهر هذه الطرازات هو «تويوتا كورولا»، الذي ظهر للمرة الأولى سنة 1966 كطراز متواضع وشعبي قادر على استيعاب أفراد العائلة ومنافسة طرازات متميزة وقتها في اليابان والأسواق الأخرى، ليتحول إلى طراز أسطوري أنتج منه لحد الساعة عشرة أجيال بيع منها ما يزيد عن 35 مليون وحدة، بمعدل بيع سيارة واحدة كل 40 ثانية حول العالم، إذ من الصعب على أي مصنع سيارات، يسجل مسؤولو الشركة، «بلوغ هذا الرقم، خصوصا أنها ما زالت على قيد الحياة وتثبت جدارتها ونجاحها يوما بعد يوم لتكمل مسيرة النجاح التي بدأتها لوحدها، وساهمت عبرها في إقحام «تويوتا» والسيارات اليابانية عموما في قائمة السيارات ذات الاعتمادية والموثوقية العالية في مختلف الأسواق العالمية». ويأتي طراز أمريكي، ما زال إلى اليوم رمزا لسيارات «البيك أب» الكبيرة والمفضلة لدى الأمريكيين، في المركز الثاني؛ وهو طرازF-series الذي يعود إطلاقه إلى سنة 1948، إذ استطاع خلال مسيرته الممتدة على مدى 62 عاما من السيطرة على المراكز الأولى من مبيعات السيارات بالولايات المتحدةالأمريكية، والتربع على عرش السيارات الأكثر مبيعا داخلها على مدى 28 عاما متتالية، كما أنتج منه 12 جيلا تمكنت من تسويق ما يناهز 33 مليونا و900 ألف وحدة. وتأتي «فولكسفاغن» في المرتبة الثالثة مع سيارة أسطورية منها، يتعلق الأمر بطراز «غولف» الذي رأى النور سنة 1974، مع الجيل الأول الذي حمل توقيع المصمم الإيطالي «جيورجيتو جيوجارو» بعد 37 سنة على تأسيس الشركة، وتمكنت أجيالها الستة من تحقيق ثالث أعلى مبيعات في تاريخ صناعة السيارات بمبيعات فاقت 27 مليون وحدة. كما تمكنت الشركة عبر الجيل الأول من هذا الطراز، الذي قررت إنتاجه سنة 1973 وامتد تسويقه بين 1974 إلى 1983، من بيع أكثر من 6 ملايين و800 ألف سيارة، وتميزت فترته بظهور أول محرك دييزل سنة 1976، وإصدار النسخة الأمريكية من السيارة ونموذجها المكشوف سنة 1979، وبدأ إنتاج سيارة مزودة بمحرك «توربو دييزل». واحتلت خنفساء أوربا «فولكسفاغن» المركز الرابع لتجعل من صانعتها الأكثر تميزا في كثير من البلدان، وبدأت قصة هذه السيارة في 17 يناير 1934، عندما قام «فيرديناند بورش» بكتابة بيان تقديمي يتحدث فيه عن صناعة «سيارة الشعب الألماني»، التي يجب أن تكون حسب رأيه، ملائمة وموثوقة جدا، وخفيفة الوزن ومتينة في بنائها وقوية على كافة الطرقات، ومريحة في الداخل، ورخيصة الثمن وفي متناول كافة الشرائح الألمانية، فكانت النتيجة سيارة ذات شكل مستدير وبيضوي، وهيكل مصنوع بالكامل من الفولاذ وبأبعاد مدمجة، صممت في مدينة شتوتغارت، حيث استكمل نموذجها الأول في سنة 1936 قبل أن تصبح جاهزة للإنتاج التجاري سنة 1938 تماما كسيارة صنعت لتعيش. وما زالت السيارة حية إلى اليوم، وأنتج منها جيلان فقط، وبيع منها أكثر من 22.6 مليون وحدة أغلبها في سوق أمريكا الجنوبية حيث تصنع هناك. وأخيرا تأتي مركبة أمريكية أخرى من «فورد» أيضا لتحتل المركز الخامس، وهي سيارة «إسكورت» العريقة، التي خرجت للعالم سنة 1967، بدءا من السوق الأوربية وانتقلت في سنة 1981 إلى أمريكا، حيث كانت في وقت من الأوقات إحدى أكثر السيارات اعتمادا لدى الأمريكيين، الذين ساهموا في رفع اسمها عاليا مع مبيعات وصلت إلى 16.5 مليون سيارة في مختلف أنحاء العالم لتتوقف مسيرتها سنة 2003 وتعوض بطراز «فوكيس».