الساعة تشير إلى الرابعة و النصف فجرا. إستيقظت متثاقلا، لقد مر الوقت بسرعة لم أنم جيدا. رتبت فراشي ذهبت إلى الحمام أتأمل نفسي في المرآة و أنا أغسل وجهي؛ نظراتي غريبة أنظر إلى نفسي و كأنني أرى وجهي لأول مرة، إحساس غريب يغمرني.. صليت الفجر و جلست أتناول فطوري.. شهيتي شبه منعدمة، إحتقرت نفسي عندما تذكرت الأيام التي لم أكن أصلي فيها.. أصلي و أدعو الله فقط عند الشدائد، أما في الرخاء أكون لاعبا غافلا ساهيا.. لاهيا تأبطت محفظتي وضعت فيها طعامي و بعض الأشياء التي قد أحتاجها في الحقل: لأول مرة في حياتي سأعمل في الفلاحة، ليس لدي خيار آخر المال القليل الذي في جيبي سينفذ قريبا ما جلبته مع دفعت به إيجار الغرفة التي سكنتها.. أنا الآن في إمتحان حقيقي في تجربة جديدة و غريبة لا أعرف ماذا يخبئ لي القدر في هذه البلاد! يجب أن أتحمل و أتسلح بالصبر كنت قد ضربت موعدا مع عبد الله الذي سيأخذني للعمل لقد حضر بسيارته معه عمال آخرون واضح أنهم لاتينيون من ملامحهم و آخر إفريقي كنت أنا و هو المغربيان الوحيدان عبد الله هو من يتولى إعطاء الأوامر؛ في ملامح وجهه حدة و صرامة.. قد يكون من الذين تراهم في الشارع كالأسود و في بيوتهم أمام زوجاتهم كالقطط بل أحيانا كالفئران هكذا تخيلته.. منذ ركبت معه لم يبتسم على طول الطريق مر أمام عيني شريط أحداث ما بين الأمس و اليوم.