دعا المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية أعضاءه ومتعاطفيه إلى "استحضار وتعزيز روابط الأخوة، التي تتجاوز الروابط التنظيمية العادية وتمتين الصف الداخلي" ، كما دعا أعضاءه إلى " المزيد من الصبر والثبات، والصمود أمام حملات التبخيس والتيئيس" . هذه الدعوة تضمنها البيان الختامي للدورة العادية للمجلس الوطني لحزب المصباح، التي انعقدت يومي السيت والأحد 23و24 يناير 2021. وعقب الدورة العادية، التي تخللت أشغالها توترات واختلافات في المواقف بين المشاركين فيه، أصدر المجلس بيانه الختامي صبيحة يومه الإثنين 25 يناير 2021. وقد ركزت الوثيقة على ثلاث نقاط بارزة تعكس مواقف الحزب وهمت الوحدة الترابية وعودة العلاقات بين المغرب وإسرائيل، ثم الاستحقاقات الانتخابية المقبلة والتحضيرات الخاصة بها . وأكد المجلس الوطني في وثيقته الختامية في ما يتعلق بحياته الداخلية على " أهمية إعداد تصور متكامل لتدبير المرحلة المقبلة من خلال تفكير جماعي هادئ ورصين، يقيم المرحلة السابقة ويستشرف المرحلة اللاحقة بناء على عرض سياسي متكامل يجيب عن الاسئلة الحقيقية استعدادا للمؤتمر الوطني القادم ". ونبه المجلس الوطني لحزب المصباح إلى ضرورة الحرص على " المزيد من الإنصات لنبض الشارع والتجاوب المستمر مع قضايا المواطنين والمواطنات، والتفاعل مع الأحداث والوقائع وفق مبادرات تواصلية فعالة، والتعريف بالحصيلة المشرفة للحزب رغم صعوبة الظروف المؤسساتية والسياسية، التي تشتغل في ظله المؤسسات التمثيلية المنتخبة". وأعلن المجلس الوطني في ذات الوثيقة بشأن مجموعة من المواقف وفي مقدمتها الوحدة الترابية عن "التأكيد على مواقفه الراسخة وانخراطه الدائم وراء جلالة الملك حفظه الله للدفاع على الوحدة الوطنية والترابية للمملكة وسيادتها على الصحراء المغربية" كما أكد على "انخراطه الكامل في التعبئة الوطنية ويدعو مناضليه وعموم المواطنين إلى إبداع المزيد من المبادرات للترافع والدفاع عن القضية الوطنية التي تستمد عدالتها ومشروعيتها من الحق التاريخي والقانوني والسياسي، ومن رباط البيعة الشرعية التي تربط الأقاليم الجنوبية بالمؤسسة الملكية" . وعبر المجلس الوطني عن الاعتزاز بما وصفه ب "الانتصارات الكبيرة، التي يحققها المغرب اليوم، بقيادة جلالة الملك والتي تأتي كتتويج للتضحيات التي قدمها المغاربة من أرواحهم ودمائهم في ساحة الشرف والبطولة والتي لازالت شاهدة على الملاحم التي قدمتها وتقدمها القوات المسلحة الملكية ضد خصوم وحدتنا الوطنية والترابية". وفي ما يهم القضية الفلسيطينية وتداعيات عودة العلاقات بين المغرب وإسرائيل، فشدد المجلس الوطني لحزب المصباح على ثبات ورسوخ مواقف الحزب المبدئية وعلى " دعمه اللامشروط ومساندته القوية لكفاح الشعب الفلسطيني البطل ونضاله ضد الاحتلال الصهيوني الغاشم من أجل الحرية وجلاء الاحتلال وحق العودة واسترجاع حقوقه غير القابلة للتصرف وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". وجدد، في ذات السياق، ب"إدانة الحزب ورفضه المطلق لما سمي بصفقة القرن". وإذ نوه المجلس الوطني، في هذا الصدد، ب "ما يقوم به جلالة الملك حفظه الله ونصره، رئيس لجنة القدس، باسم كافة المغاربة، من مبادرات وإجراءات عملية لتقديم النصرة والعون للفلسطينيين وللقضية الفلسطيني ولدعم القدس والأقصى، وهو الأمر الذي يحظى بالشكر والتقدير والاعتراف من كافة مكونات الشعب الفلسطيني البطل" فإنه مع ذلك، نبه إلى " مخاطر الاختراق التطبيعي على النسيج السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي لبلادنا" يقول البيان الختامي لحزب المصباح. وفي ما يتصل بموقف الحزب من الحياة السياسية الوطنية، فأثار مجلسه الوطني التضييق على الآداء التدبيري لمنتخبيه الترابيين . وبنبرة حادة، عبرت ذات الهيئة عن الاستهجان " لبعض العقليات الإدارية المعرقلة للتدبير المحلي، والمحكومة بثقافة متجاوزة، لم تنخرط بعد في روح دستور 2011 ولم تتشبع بمقتضيات القوانين التنظيمية الجديدة وعلى رأسها مبدأ التدبير الحر، الذي يعتبر مبدأ دستوريا راسخا" . وقال المجلس إنه "يجدد عزم مؤسسات الحزب على الاستمرار في النضال ضد الفساد والاستبداد وتشبت أعضائه بمواصلة أداء مهامهم السياسية والتمثيلية على أفضل الوجوه الممكنة رغم حجم الإكراهات والتحديات، وفي مواجهة حملات التبخيس والتشويش". وفي ما يتعلق باستحقاقات 2021 الانتخابية وما ارتبط منها بالمشاورات بشأن تعديل بعض مقتضيات مدونة الانتخابات، فعبر المجلس الوطني عما وصفه ب" قلقه بشأن بعض المقترحات، التي ترمي إلى التراجع الحاصل على عدد من المكاسب الديمقراطية المرتبطة بالقوانين الانتخابية من قبيل إلغاء العتبة أو تقليص حالات اعتماد النظام اللائحي أو تغيير أساس احتساب القاسم الانتخابي". وحرص المجلس على التأكيد عن "رفضه لهذا التراجع، وعلى أن مراجعة القوانين الانتخابية يجب أن تكون مناسبة لتعزيز الاختيار الديمقراطي وصيانة المكتسبات المحققة في هذا المجال، وتفعيل تمثيلية مغاربة العالم مشاركة وترشيحا وتصويتا" يشدد المجلس الوطني لحزب المصباح في بيانه الختامي. وإذ عرفت جلسة السبت تقديم كل من الأمين العام لحزب المصباح، سعد الدين العثماني للتقرير السياسي، ورئيس المجلس الوطني للحزب، ادريس الأزمي للتقرير المالي ومناقشة عامة، فإن أشغال يوم الأحد شهدت استكمال المناقشة العامة والتداول والمصادقة على توصيات وقرارات اللجان الدائمة، وبرنامج الحزب لسنة 2021، وميزانية الحزب لسنة 2021، وتعديل النظام المالي للحزب. وفيما لم يصادق المجلس بالأغلبية على طلبات عقد مؤتمر استثنائي للحزب، التي تقدم بها بعض أعضاء المجلس الوطني طبقا للمادة 20 من لائحته الداخلية، فإنه صادق بالأغلبية على انتخاب عبد الله بووانو رئيسا للجنة الأنظمة والمساطر بالمجلس الوطني.