كشفت جمعية فستيفال تيفاوين عن البرنامج النهائي للدورة الرابعة عشر لفستيفال تيفاوين للفنون القروية، والذي ستحتضن فعاليته فضاءات مدينة تافراوت و أملن في الفترة ما بين 22 و 24 غشت من الشهر الجاري تحت الشعار الدائم "الإنتصار للقرية". وحسب بلاغ للجمعية المنظمة, فان المهرجان يسعى الى أن يحافظ على مقومات الإستمرار من خلال ترسيخ هوية المهرجان المتمثلة في "القروانيية" كتيمة خاصة تسمح بتسليط الضوء على مقومات القرية، كفضاء مجالي وثقافي من جهة، ومن جهة أخرى ستسبغ عليه مقومات التجديد من خلال برمجة متماسكة يتناغم فيها السؤال الثقافي بمثيله التنموي، وذلك بتنظيم مجموعة من الأنشطة السوسيوثقافية والتنموية تتفاعل فيها جمالية فنون القرية الأمازيغية الأصيلة بالإبداعات التراثية. وأشار البلاغ أن الدورة الرابعة عشر من فعاليات فستيفال تيفاوين للفنون القروية، تأتي لرد الإعتبار للتراث والموروث الثقافي اللامادي المحلي والقروي، من خلال تثمينه وتحصينه والمحافظة عليه ليلعب دوره الفعال في مخططات التنمية المستدامة التي تعرفها بلادنا. وككل دورات المهرجان، سيتم التوجه أكثر نحو تثمين البعد الإجتماعي لفستيفال تيفاوين من خلال تنظيم الدورة 12 لمبادرة الزواج الجماعي، لتشجيع الشباب على الزواج، هذه المبادرة الإجتماعية التي لها أبعاد رمزية ودلالات عميقة تحتفي خلالها الجمعية المنظمة وشريكها الإجتماعي بالعرسان الشباب، حيث سيستفيد العروسان من منحة قدرها 10000 درهم بالإضافة إلى مصاريف عقد النكاح. هذا وسيشمل برنامج هذه الدورة تحفيز التلاميذ المتفوقين دراسياً على صعيد دائرة تافراوت، لمواصلة دراستهم من خلال تخصيص منح مالية تشجيعية. وأضاف أنه سيتم تنظيم النسخة التاسعة للجامعة القروية محد خير الدين حول موضوع " التعابير الفنية القروية : بين الغنى والتنوع وسبل المحافظة". في نفس السياق سيتم تنظيم النسخة العاشرة للمسابقة الوطنية للإملاء باللغة الأمازيغية أولمبياد تيفيناغ بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، كما سيتم تنظيم يوم دارسي حول تفعيل الطابع الرسمي وتدريس اللغة الأمازيغية بفضاء أنموكار بمركز جماعة أملن، كما ستشهد فعاليات طبعة هذه السنة توقيع عدة كتب أبرزها كتاب " L'écureuil " لمؤلفه إبن تافراوت الشاعر محمد فريد زلحوض، وكتاب " المسألة الأمازيغية في المغرب والجزائر " لمؤلفه الأستاذ الحسين بويعقوبي، بالإضافة لكتاب " إدرنان " لصاحبه الأستاذ جامع بنيدير. كما سيتم تنظيم "قرية المهرجان" كفضاء خاص بمنتجات التعاونيات والجمعيات النسوية الفلاحية والحرفية، بالإضافة لأنشطة رياضية بشراكة مع جمعيات محلية، كما سيتم تتويج الفائزين في مسابقة جائزة أوشاكور للصحافة، وأنشطة أخرى متميزة تنتصر للقرية في أبعادها المختلفة. وأكد, في هذا الصدد الحسين الإحسيني رئيس جمعية فستيفال تيفاوين، أن "هذه الدورة ستكون متميزة، وستعرف تطوراً كبيراً على مستوى البرمجة في إطار المسعى العام لتعميق قيمة الإنتصار للقرية، كمجال وكثقافة وما تتميز بها من مؤهلات، وهذا إستجابة لآراء الشارع وترسيخاً للشعار الذي يشكل عنواناً أساسياً لهوية المهرجان وسمة بارزة لشخصيته وذلك بتقديم فرجة فنية ممتعة للجمهور من حيث المضامين الأساسية القوية، ومن حيث الأشكال الجماعية الراقية وذلك لأجل تحقيق مزيد من التواصل بين المبدعين والجمهور من جهة وبين الفنانين بعضهم البعض من جهة ثانية. وأشار الحسين الإحسيني أن البرمجة الفنية لهذه الدورة سترتكز على جانب التفاعل بين جماليات الفنون الشعبية المغربية وجمالية القرية بتراثها المتنوع والفريد، كما أنها ستحتفي بالقرية في جميع تجلياتها، من خلال تسليط الضوء على علاقتها بالفنون القروية إلى جانب حضور إرث حضاري، في الوقت الذي سيعيش فيه جمهور أملن وتافراوت على مدى ثلاثة أيام مباشرة في الفضاءات العامة بالمدينة على إيقاع لحظات من الغناء واللوحات الفنية المستوحاة من الفنون الشعبية التي تتغنى بالأشعار المستلهمة من التراث المحلي إنتصاراً للقرية. وأضاف المتحدث أن تيفاوين سيساهم في الترويج السياحي بالمدينة، عبر جلب جمهور من المغرب وخارجه، الذي ستمنحه هذه التظاهرة الفنية فرصة الإستمتاع بفقرات بعض الفرق الشعبية في حفلات موزعة على مجموعة من المنصات العامة وفي فرجات القرب، مبرزاً أن اللجنة المنظمة للمهرجان تؤكد مواصلة مساهمة المهرجان في تنمية الثقافة القروية. بدوره أكد لحسن السعدي مدير فستيفال تيفاوين أن الجمعية وضعت على عاتقها تنظيم هذا المهرجان الذي وصل اليوم لدورته الرابعة عشر وحرصت الجمعية على خلق مجال للتعريف بالتراث المحلي، وترسيخه والحفاظ عليه لفائدة الأجيال المقبلة، حيث ساهم المهرجان إلى حد كبير في تجديد فنون القرية، وفي النهوض بالتراث الفني العتيق والمحافظة عليه. وأضاف لحسن السعدي أن فستيفال تيفاوين مكسب مهم لمدينة تافراوت، ودورة هذه السنة سيمزج فيها بين الوحدة الثقافية في إطار تنوع اللهجات والتقاليد والأزياء، والإهتمام بالتراث المتنوع، الذي لايوجد في أي بلد آخر بحكم التنوع والجمالية التي يتوفر عليه، حيث تم التفكير في إعادة إحيائه، مشيراً أن هذه التظاهرة الفنية أكدت إلى حد كبير نفسها موعداً ثابتاً لمختلف الفرق الشعبية المغربية.