كشف فيصل العرايشي، الرئيس المدير للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، و"صورياد دوزيم"، بحضور محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، يوم الخميس 25 يونيو 2019، بالقاعة المغربية لمجلس النواب، تفاصيل عدم تمكن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة من بث مباريات المنتخب الوطني لكرة القدم في كأس أمم إفريقيا 2019 بمصر. وأبرز العرايشي أنه طبقا لمضامين عقد البرنامج الأول والثاني بين الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والحكومة، تقوم هذه الأخيرة بمنح ميزانيات نقل التظاهرات العالمية الكبرى للقطب الإعلامي العمومي، بعد مناقشة هذه التظاهرات حالة بحالة، باعتبارها أحداثا استثنائية تمول تكاليفها عبر اعتمادات مالية ظرفية تخصصها الحكومة لهذا الغرض، ولا تدخل ضمن ميزانية التسيير السنوية للشركة التي يقرها مجلسها الإداري. وتبعا لذلك، يضيف العرايشي، فإن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لم تتوصل بالميزانية الظرفية التي تمكنها من شراء حقوق بث مباريات كأس إفريقيا 2019، كما أنه لم يكن ممكنا للمجلس الإداري للشركة إدراجها ضمن الميزانية السنوية الخاصة بها، لسببين موضوعيين مرتبطين، وهما عدم التأكد سلفا من تأهل المنتخب الوطني المغربي للبطولة، وعدم الاطلاع مسبقا على الثمن المطلوب لشراء حقوق البث. كما أوضح العرايشي، أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بادرت إلى تقديم عرض لشراء هذه الحقوق، على الأقل لمباريات المنتخب الوطني، إلى إدارة الشركة المالكة لحقوق بث كأس إفريقيا في المنطقة، وهي "بيين سبورت"، وذلك بعرض مالي في حدود مليار سنتيم، لكن هذه الأخيرة طلبت 12 مليار سنتيم من أجل البث الأرضي ل12 مقابلة فقط، ومن اختيارها. وقد استحالت هذه المفاوضات، لأن باقي الدول الإفريقية، باستثناء دول شمال إفريقيا، حصلت على حقوق البث من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) مقابل 250 ألف دولار عن طريق الاتحاد الإفريقي للإذاعات، وهو سعر أقل 48 مرة عن السعر المحدد بالنسبة للمغرب، كما أن رقم معاملات مبيعات الإشهار لذلك العدد من المباريات لن يتجاوز 15 ٪ في المائة من قيمة المبلغ المحدد لحق البث الأرضي (12مليار سنتيم)، علما أن 95% من الأسر المغربية تشاهد التلفزيون عبر البث الفضائي وليس بالبث الأرضي. ورغم أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة عضو فاعل في الاتحاد الإفريقي للإذاعات، فقد حرمت الشركة أيضا، من الحصول على حقوق البث عبره، لأنه مفروض على دول شمال إفريقيا من طرف المالك الأصلي لحقوق البث، اقتناءها من "بيين سبورت" باعتبارها المالك الحصري لها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويعد هذا الأمر إشكالية حقيقية تدفع إلى التساؤل عن سر هذا التقسيم والتمييز الذي يمس بالعدالة والمساواة والإنصاف بين الدول الإفريقية، بالنظر للحق المشروع للمغاربة في متابعة منتخباتهم الوطنية؛ خصوصا أن المغرب يبذل مجهودات جبارة في التحضير لهذه المناسبات القارية وضمان الظروف الضرورية لنجاح المشاركات الوطنية فيها.