اكتشف باحثون ألمان سبيلا تزيد من خلاله قدرة النوم على درء نوبة برد. فالنوم يعزز في ما يبدو كفاءة خلايا مناعية معينة من خلال تحسين فرص تعلقها بالخلايا المصابة بفيروسات وتدميرها في النهاية. وركز الباحثون اهتمامهم على الخلايا (تي) التي تتصدى للإصابات المعدية. فعندما ترصد هذه الخلايا خلية مصابة بعدوى فيروسية، فإنها تعكف على تنشيط بروتين لزج يعرف باسم (الإنتجرين) يسمح لها بالتعلق بتلك الخلية. أخذ فريق الباحثين عينات دم من عشر نساء وخمسة رجال، أكثر من مرة، تارة نهارا وتارة ليلا، وكذلك خلال إحدى الليالي التي قاوم فيها المتطوعون حاجتهم للنوم. وكان ذلك يحدث أحيانا من خلال قسطرة وريدية كان الباحثون يوجهونها من خلال غرفة مجاورة بشكل لا يزعج المتطوعين النائمين. وحسبما أوضح الباحثون في دراستهم التي نشرت في العدد الأخير من مجلة (جورنال اوف اكسبريمنتال ميديسين)، فقد درسوا عوامل مختلفة واستخدموا عينات الدم أيضا من أجل إجراء تجارب أخرى ضمن الدراسة. ومن النتائج التي توصل إليها الباحثون أن الدم الذي أخذ من نائمين في تمام الساعة الثانية فجرا كان يحتوي على كمية كبيرة من مستقبلات الإنتجرين النشطة، التي تقضي بها الخلايا التائية بشكل انتقائي تماما على خلايا الجسم المصابة. وفي مقابل، ذلك فإن الدم الذي أخذ في نفس الساعة من الوقت من المتطوعين الذين حرموا من النوم كان يحتوي على كميات أقل بكثير من مستقبلات الإنتجرين النشطة، مقارنة بأفراد المجموعة السابقة. وقال الباحثون "تبرهن نتائج دراستنا على أن فقدان بعض ساعات النوم يكفي لخفض قدرة الالتصاق التي تمتلكها الخلايا التائية المتخصصة". واستطاع الباحثون أن يبرهنوا أن قلة النوم وكذلك فترات التوتر الطويلة تؤدي إلى رفع مستويات الهرمونات التي تعرقل في ما يبدو عملية الانتقال التي تساعد في تنشيط البروتينات اللزجة. وقال ستويان ديميتروف الباحث بجامعة توبينن بألمانيا وقائد فريق الدراسة إنه إذا أراد إنسان أن يقوي جهاز المناعة فعليه "أن يحصل على كمية النوم المطلوبة كل ليلة وأن يتجنب التوتر المزمن". وقال الباحثون إن مجرد النوم ثلاث ساعات أقل من المطلوب، يمكن أن يضر بالنظام المناعي. وحسبما قال الدكتور لويس دو بالو أستاذ أمراض الرئة واضطرابات النوم بكلية آيكان للطب في ماونت سايناي بنيويورك، فإن العلماء على دراية منذ فترة طويلة بأن قلة النوم يمكن أن تؤثر على جهاز المناعة. وأضاف "أظهرت دراسات إكلينيكية أن من لا يحصلون على قدر كاف من النوم أكثر عرضة للمرض بعد تعرضهم للفيروسات، إلا أن هذه الدراسة تظهر طريقا آخر للجزئيات ربما يؤدي فيه النوم بالعمق والقدر الكافيين إلى تعزيز المناعة عبر الخلايا ‘تي'".