في اللقاء التواصلي الداخلي الذي عقده حزب العدالة والتنمية أمس بأكادير، استحضر العثماني ذكريات عقود من الزمان قضاها بسوس عندما كان يجوب المنطقة سوس طولا وعرضا في إطار أنشطته الدعوية والحزبية راجلا، ثم جاءت مرحلة النضال بالموطور وبعدها حلت مرحلة السيارة من نوع فياط 127 ". وهنا وقف الأمين العام لحزب المصباح عن الكلام المباح، عند الجزء الفارغ من كأس سيرته . العثماني انتقل لينتقد من يسميهم الخصوم الذين تكفلوا بالجزء الثاني من حياته وكيف بحسبهم أصبح، فتحدث عن" الصحافة التي لا تتحرى الدقة وذكرت امتلاكه ثلاث فيلات". ومن أجل التوضيح وإبراء الذمة قال الأمين العام لحزب المصباح أمام مناضلي الحزب بسوس بأنه يمتلك قسطا من سكن الأسرة بإنزكان والفيلا التي بناها بالرباط واستغرب كيف يتحدث البعض عن فيلا بإفران، ثم عقب بشكل تهكمي " أريد معرفة مكان هذه الفيلا وإنني في حاجة إليها لاستغلها. وفي معرض حديثه عن آخر نقطة في مداخلته فضل العثماني العودة لمرحلة " كي كنتي" عندما تحدث سعد ذلك الطفل الذي أرسله ابوه عند التاجر "العفو" ليتعلم مبادئ التجارة، فكان يساعده بمتجره، وتعلم من تلك المرحلة الصبر الذي يتحلى به التجار، وبعدها عندما كان برلمانيا قام بجمع التجار فانتظموا في إطار تنظيم اتحاد تجار إنزكان. ومن عفة الذات انتقل العثماني للحديث عن عفة الحزب، واستغرب من جديد كيف يتحدث الخصوم عن غنى حزب العدالة والتنمية، وأضاف "من أراد من الأحزاب أن نتبادل معه ثروة الحزب فنحن مستعدون، وأقصد هنا الأحزاب الكبرى". الأمين العام للمصباح استغل مروره من سوس فسدد قذيفة إلى ماء العينين، عندما قال، بأن الحزب لا يضم ملائكة فيهم لي كيغلط، ومن يخطأ نقدر أخطاءه لا نتدخل في الحياة الشخصية، ولكن كاين كذلك ضوابط في العمل الحزبي وفي الالتزامات الحزبية ولا يمكن أن نتساهل مع مبادئ الحزب في النزاهة والشفافية خصوصا شق الماديات. " هناك نقطة مهمة أود التأكيد نقطة مهمة، حزب العدالة والتنمية يبني عمله السياسي وله رؤيا واضحة، ما خصناش نغلطوا المبادئ لا تتغير، ومن بينها اعتماده المرجعية الدينية، والثوابث الوطنية، ومن خالفها فهو المسؤول " وما غاديش نعوجوها تبعا للأهواء الخاصة لإنسان أيا كان هذا الإنسان". ولا أحد فوق القانون أو فوق المؤسسات، يجب أن نطبق هذا المبدأ وأن نلتزم به. وكانت صرامة العثماني لقيت تصفيقات أعضاء الحزب. ومن " العفة الأخلاقية" انتقل العثماني إلى العفة المادية فدافع عن المسؤولين المنتمين للحزب الذي يتابعون بتبدير المال، مشددا على ضرورة الانتظار حتى يقول القضاء فيهم كلمته، وعدم التسرع بنشر اسمائهم. وشدد على أن تظل مبادئ الحزب وثوابته كما هي، من بينها المرجعية الدينية التي يمتح منها افكاره. العثماني بعد انتقاده الصحافة، انتقد المعارضة التي لا تنظر سوى إلى الجوانب الفارغة من الكأس ولا تعترف بما تم إنجازه، أو بالمشاكل التي تم حلها، ثم انتقل لينتقد الحلفاء بالأغلبية دون أن يسميهم بالصفة، استغرب" كيف ينسبون لأنفسهم ما تحقق من الإيجابيات بينما يتحللون من السلبيات، مذكرا بأن القرارت والمراسيم تصدر بعد توافق جماعي. كما انتقد كيف ان برلمانيين ربحوا الانتخابات بالمال، وتساءل مذا ننتظر ممن صرفوا على المقعد البرلماني مليار، من حقنا أن نتساءل من أين له هذا المبلغ المالي، كما من الصعب تبريره صرف هذا المبلغ. التجربة الحكومية نالت من رئيس الحكومة نصيب الأسد من كلمته المطولة التي بلغت مدتها ساعة و 40 دقيقة تحدث فيها " عن المنجزات القوية والصادمة للخصوم من بينها زيادة 38 بالمائة من الاستثمارات الخارجية بالمغرب خلال السنة الماضية. وذكر بالهيكلة الجديدة التي عرفتها المراكز الجهوية للاستثمار، واعترف بالنقص الحاصل في قطاعي التعليم والصحة، من ابرزها أن سبعمائة ألف طفل لم يلتحقوا بالتعليم الأولي. وهو الرقم الذي تتشكل منه بعض الدول مشددا على أنها مشاكل قديمة متوارثة عن الحكومات السابقة وقد اختار العثماني أن يترك قضية التجار كآخر نقطة للحديث وعاد من جديد ليطمئن التجار الصغار والمتوسطين بأن الفوترة لا تنطيق عليهم، وأنهم غير ملزمين بالكشف عن الرقم التعريفي الموحد.