كشفت جرائم سفاح بوزنيقة، عن جملة من المعطيات المرتبطة بالمنطقة التي كانت مسرحا لثلاث جرائم قتل بشعة، ارتكبت من قبل المتهم. وقالت مصادر مطلعة أن المتهم البالغ من العمر 26 سنة، استغل مسكنا بمخيم الدهومي، كان ضمن مجموعة من المنازل الصيفية، التي تعرضت لبعض الخسائر بسبب تسونامي سابق ضرب المنطقة، ليقضي فيه سهرات ماجنة. كما تبين أن المسكن المذكور، وهو في ملكية مهاجرة مغربية بسويسرا، لمغارة علي بابا، حيث وقفت فيه عناصر الدرك على احتوائه على العديد من المسروقات التي غنمها المتهم، من مساكن آخرى بالمخيم، من قبيل آجهزة تلفاز والعديد من المسروقات. وحسب ذات المصادر، فإن والدة المتهم كانت قد ارتبطت في فترة من الزمن بفرنسي، وسكنت برفقته بمنزل بالمخيم المذكور، وبعد وفاته تبين أنه باع المسكن للتونسي، الذي استطاع تملك المنزل، ليكون ذلك سببا في حقد المتهم عليه، قبل أن يقرر الانتقام منه الأسبوع المنصرم. وبخصوص واقعة اكتشاف جثثين آخريين، قالت المصادر، أن والدة شاب كان قد اختفى قبل اسبوع، وبعد اعتقال المتهم، كشفت لعناصر الدرك أن إبنها كان برفقة القاتل، ليقود هذا التصريح، لاعترافه بقتل الشاب، كما اعترف بقتل فتاة أخرى كانت برفقته، هذا في الوقت الذي يردد بعض سكان المنطقة، وجود حالتي اختفاء آخريين، سجلتا قبل فترة. المتهم الذي أقدم على قتل المواطن التونسي، والاعتداء على زوجته، استغل وضعية منطقة مخيم الدهومي، حيث انعدام تام للدرك، ليعيث فسادا بالمنطقة، خاصة وأن سكان المخيم، والذي يضم 531 منزلا، سبق أن سجلوا شكايات تتعلق بحالة الرعب التي تسود المنطقة، بسبب اعتداءات اللصوص. كما أن عددا من المنازل بالمخيم، خاصة المقابلة للشاطىئ،والبالغ عددها حوالي 90 مسكنا، سبق آن تعرضت منازلهم للتسونامي، ماأدى بانهيار واجهاتها، وتقدموا بالعديد من الطلبات من أجل إعادة بناء ماتهدم، لكن السلطات المحلية، رفضت بالمطلق، السماح لهم بذلك، ماجعل منازلهم عرضة للسطو والاختراق من قبل اللصوص. وقالت المصادر، أن محاولات الاستيلاء على المخيم من قبل فاعلين عقاريين، باءت بالفشل، بعد أن رفعت دعاوى قضائىة في المحاكم، كان من نتائةها صدور أحكام لفائدة القاطنين، خاصة وأن العديد منهم، مهاجرون مغاربة بدول المهجر، ومن ضمنهم صاحبة المنزل الذي كان يأوي المتهم، واستغله لإخفاء مسروقاته. وتساءل بعض السكان، إن كان وفض السلطات السماح لهم ببناء ماتهدم، على مدار السنوات الماضية، وسيلة لدفعهم لترك منازلهم، مع الغياب التام للدرك، خاصة وأن العديد من السكان، قد فضلوا بالفعل ترك المنازل على حالها، ماجعلها مسرحا لجرائم القتل المسجلة، في انتظار الكشف عن جرائم أخرى، ربما لاتزال في علم المجهول.
يذكر أن المخيم الداهومي يعتبر أكبر نقطة سوداء ببوزنيقة، بسبب عدم تواجد مركز للدرك الملكي، حيث يحتوي على 531 منزل خشبي وإسمنتي، مبنية بطرق عشوائية بلا أزقة ولا قنوات لتصريف المياه العادمة ولا ماء صالح للشرب ولا إنار، ومعظم المنازل ثانوية، مما يجعله المخيم شبه فارغ من السكان خلال فصل الشتاء. ويفتح الباب للصوص والمنحرفين.