بدا الأمر غريبا بالنسبة لها وهي التي داهمها الوجع الشديد ليلا.. وجدت صعوبة كبيرة في الوصول إلى مستشفى ابن رشد قادمة من الحي الحسني، لتشخيص حالتها. بعد معاناة مع الانتظار في طابور طويل بمركز التشخيص، استغرق أكثر من ثلاث ساعات، استحوذ عليها الإجهاد والقلق الشديد وهي تفكر في وسيلة نقل تقلها إلى بيتها. حين غادرت المستشفى وجدت مجموعة من سائقي سياراة الأجرة أمام الباب، يعلقون لوحات على نوافذ السيارات مكتوب عليها نقل المرضى بالمجان. لم تصدق الأمر في البداية. دنت من السائق لتتأكد. «ركبي.. راه فابور» يدعوها السائق بابتسامة عريضة. استحسنت المبادرة وأثنت عليها ودعت للسائق بالصحة والعافية. محمد سائق سيارة أجرة، قال: «احنا عارفين معاناة الناس مع السبيطار، هاد الشي علاش درنا هاد البادرة نبتغي الأجر». وأضاف أن الهدف من هذه المبادرة الإنسانية هي تكريس «لقيم التآزر والمواطنة». وكان سائقو سيارات الأجرة الصغيرة بمدينة الدارالبيضاء، قد سخروا سياراتهم لنقل مرضى مستشفيات العاصمة الاقتصادية مجانا، وذلك كل اثنين من المستشفى الجامعي ابن رشد وعبد الرحيم الهاروشي لطب الأطفال إلى مختلف وجهاتهم. وتأتي هذه المبادرة الفريدة من نوعها، التي وضعتها النقابة الوطنية لسائقي سيارات الأجرة بجهة الدارالبيضاء -سطات، التابعة للاتحاد المغربي للشغل، والتي ينخرط فيها ما يقارب 60 سيارة أجرة، التي تصطف أمام باب المستشفى لمساعدة المرضى، الذين يجدون صعوبة في إيجاد وسيلة نقل في أوقات الدروة خلال الساعة 12 ظهرا والخامسة مساء. الكاتب العام الجهوي للنقابة الوطنية لسائقي سيارات الأجرى بجهة الدارالبيضاء- سطات، قال إن هذه المبادرة الإنسانية تأتي في إطار «علم سائقي سيارات الأجرة بمعاناة المرضى الذين يحلون بالمستشفيات مع مشكل النقل في أوقات الذروة». وأشار المتحدث ذاته إلى أن «المبادرة تم الاتفاق على جعلها تقليدا أسبوعيا كل اثنين على الساعة 12 ظهرا والخامسة مساء»، إذ من المنتظر أن ينخرط في هذه الخطوة حسب المصدر ذاته مابين 50 و80 سيارة أجرة، ستعمل على نقل المرضى من أمام باب المستشفى الجامعي إلى بيوتهم. مؤكدا أنه من المرجح أن يرتفع عدد سيارات الأجرة، الذين عبروا عن استعدادهم المشاركة في هذه البادرة الإنسانية. وأكد بوزهرة أن المرضى فوجئوا أول الأمر بالمبادرة التي لقيت استحسانا وتفاعلا كبيرين من قبل المواطنين، متمنيين أن تعمم هذه المبادرة لتشمل جميع المراكز الصحية.