قبل انطلاق فعاليات بطولة كأس العالم 2018 لكرة القدم بروسيا، ستتجه أنظار العالم كله صوب العاصمة الروسية موسكو غدا الأربعاء، لمتابعة لحظة الحسم بين الملفين المتنافسين على استضافة فعاليات النسخة ال 23 من كأس العالم والمقررة عام 2026. وفيما يترقب المشجعون في كل أنحاء العالم ضربة البداية للمونديال الروسي بالمباراة الافتتاحية المرتقبة بعد غد الخميس، على استاد "لوجنيكي" الشهير في موسكو، ستخطف العاصمة الروسية الأنظار مبكرا من خلال الاجتماع الحاسم لكونجرس الفيفا والذي يحمل رقم 68. يحظى هذا الاهتمام بأهمية بالغة بل إنه يعتبر اجتماعا تاريخيا حيث سيشهد أول عملية تصويت بالنظام الجديد على حق استضافة المونديال، كما سيشهد التصويت على استضافة أول نسخة من المونديال تقام بمشاركة 48 منتخبا، بعدما وافق الفيفا في وقت سابق على زيادة عدد المنتخبات المشاركة في المونديال من 32 إلى 48 منتخبا بداية من نسخة 2026 . ويتنافس ملفان فقط على حق استضافة نسخة 2026، أحدهما هو الملف المقدم من المغرب، والثاني هو ملف التنظيم المشترك بين الولاياتالمتحدة والمكسيك وكندا. ورغم التعاطف الكبير الذي يحظى به الملف المغربي الطموح في خامس محاولة من هذا البلد الأفريقي والعربي لاستضافة إحدى نسخ كأس العالم، ستكون المهمة المغربية في غاية الصعوبة في مواجهة الملف الثلاثي الذي حظي بتقدير عال من اللجنة المشكلة لتقييم الملفين. ودخل ممثلو كل من الملفين في سباق مع الزمن خلال الأيام القليلة الماضية لاستغلال الساعات الأخيرة من أجل ضمان الأصوات التي سترجح كفة أحد الجانبين على الآخر. وقدم الممثلون استعراضا للملفين أمام ممثلي أكثر من 50 اتحادا أفريقيا، ومن المفترض أن يتكرر ذلك أمام الاتحادات الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا). وجاء إعلان الفيفا قراره باستمرار الملفين في المنافسة أمس الأول الأحد، بعد أن منحت لجنة التقييم الملف المغربي 2.7 نقطة، وذلك في التقييم المعتمد على الجوانب الفنية للملف. وتجاوز الملف المغربي بذلك الحد الأدنى للتقييم المطلوب، والبالغ نقطتين من إجمالي خمس نقاط، لكنه لا يزال يحمل مشكلات تتمثل في بناء الاستادات والنقل وفنادق الإقامة. أما ملف أمريكا والمكسيك وكندا، المعروف باسم "يونايتد 2026" ، فقد حصل على أربع نقاط، كما أعلن مسؤولوه أن هذا الملف سيحقق ضعف ما يمكن للمغرب تحقيقه من عائدات، نظرا للمبيعات العالية المحتملة للتذاكر وكذلك عائدات الضيافة. وقد يلعب الجانب المالي وإغراء العائدات الخيالية دورا كبيرا في إقناع مسؤولي الفيفا بالملف الثلاثي، رغم أن التصويت لن يجرى هذه المرة بنفس الطريقة السابقة التي كانت قاصرة على أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا وإنما سيجرى التصويت هذه المرة بمشاركة أعضاء كونجرس الفيفا البالغ عددهم أكثر من 200 اتحاد أهلي.