نزلت حشود ضخمة إلى الشوارع في أنحاء الولاياتالمتحدة، أمس السبت 24 مارس 2018، للمطالبة بضبط حيازة السلاح، في تظاهرات مشحونة بالعواطف حركها مراهقون نجوا من عملية إطلاق نار دامية وقعت في إحدى مدارس فلوريدا الثانوية الشهر الماضي. ورغم برودة الطقس، تجمع مئات الآلاف في واشنطن في أكبر مسيرة في الولاياتالمتحدة تطالب بتعديل قوانين حيازة السلاح منذ نحو جيل. وقدر المنظمون لشبكة "إن بي سي" عدد المشاركين ب800 ألف بينما قارب عددهم 175 ألفاً في شوارع نيويورك، بحسب رئيس بلدية المدينة بيل دي بلازيو. وقال الطالب في مدرسة مارجوري ستونمان دوغلاس الثانوية، حيث قُتل 14 طالباً وثلاثة بالغين عندما أطلق طالب سابق يبلغ من العمر 19 عاماً النار عليهم الشهر الماضي، للحشود الذين تكدسوا في شوارع العاصمة "دافعوا عنا أو انتبهوا فالناخبون قادمون". في نيويورك، حضر عضو فرقة "البيتلز" السابقة بول مكارتني إلى المسيرة مرتدياً قميصاً كتب عليه "بإمكاننا إنهاء العنف المرتكب باستخدام الأسلحة النارية" مستذكراً العضو الآخر في الفرقة جون لينون الذي قتل بإطلاق النار عليه في المدينة في دجنبر 1980. وتجمع الآلاف في حديقة في باركلاند بفلوريدا لتكريم ذكرى الأشخاص ال17 الذين قتلوا في ثانوية ستونمان دوغلاس في المدينة في فبراير. وبين المشاركين في المسيرة سامانثا مايور (17 عاماً) التي تعرضت لإطلاق نار في ركبتها ولا تزال تتعافى من إصابتها، ورفعت لافتة كتب عليها "أتظاهر لأني كنت على وشك أن يتم إسكاتي". أما والدتها أيلن، فرفعت لافتة كتب عليها "أتظاهر حتى لا يسمع والد أو والدة أخرى عبارة أمي تعرضت لإطلاق نار". وشارك مئات الآلاف في المسيرة التي قادها طلبة تحت شعار "لنمض سوية من أجل حياتنا" في واشنطن على مقربة من مبنى الكابيتول حيث المشرعون الأميركيون الذين يأمل المتظاهرون بالتأثير عليهم. وشكل طلاب مدرسة ستونمان دوغلاس قوة الدفع الرئيسية التي حركت المسيرات حيث ألحوا بشكل متواصل على النواب الأميركيين أن يسنوا تشريعاً يحظر البنادق الهجومية ويوسع التدقيق بتاريخ المشترين وهوياتهم لتشمل جميع عمليات شراء الأسلحة النارية. وفي سعيهم لتحويل حراكهم للسيطرة على حيازة الأسلحة إلى قوة سياسية نافذة، نشر منظمو المسيرات رابطاً على موقعهم الإلكتروني لحث أنصارهم على التسجيل للانتخابات. وكتب على إحدى اللافتات "فلتكن أصواتنا الانتخابية سلاحنا الأفضل". وخلال المسيرة، تحدثت حفيدة مارتن لوثر كينغ جونيور البالغة من العمر تسعة أعوام من نفس الموقع الذي ألقى فيه جدها خطابه الشهير الذي أطلق عليه "عندي حلم" ودعا فيه إلى إنهاء العنصرية في الولاياتالمتحدة في غشت 1963. وقالت يولندا رينيه كينغ للحشود "كان لدى جدي حلم بأن لا يتم الحكم على أطفاله الأربعة بالنظر إلى لون بشرتهم بل إلى شخصياتهم". وأضافت "أنا عندي حلم بأن كفى تعني كفى (...) ويجب أن يكون هذا العالم خالياً من الأسلحة النارية -- نقطة انتهى". وحمل كثير من المتظاهرين لافتات تندد بمجموعة الضغط النافذة -- "الجمعية الوطنية للبنادق" أو "ناشونال رايفل أسوسيسييشن". وأغلقت المنطقة أمام حركة المرور لتتسع لنحو نصف مليون متظاهر احتشدوا في الشوارع التي انتشرت فيها شاشات عملاقة تحمل شعارهم "لنمض سوية من أجل حياتنا". وكان ترامب في فلوريدا عندما خرجت المسيرة في واشنطن لكن البيت الأبيض أصدر بياناً قال فيه "نحيي الأميركيين الشبان الكثر والشجعان الذين يمارسون حقوقهم الواردة في المادة الأولى (من الدستور الأميركي) اليوم". وأكد أن "إبقاء أطفالنا سالمين يشكل أولوية قصوى بالنسبة للرئيس".