أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب إسرائيل، الجمعة 9 فبراير 2018، بأنه سيتعيَّن عليها أيضاً تقديم "تنازلات كبيرة" من أجل السلام مع الفلسطينيين، وذلك رغم اتهامهم لأحد مبعوثيه إلى الشرق الأوسط بالتسبب في تعثر الجهود الدبلوماسية، بسبب ما يرونه تحيزاً لإسرائيل. وأثار اعتراف ترامب، في السادس من دجنبر، بالقدس عاصمة لإسرائيل غضبَ الفلسطينيين، الذين قالوا إنهم يتطلعون إلى قوى عالمية إضافية، يمكنها أن تلعب دور الوساطة. وفي حديث لصحيفة إسرائيلية أذيعت منه مقتطفات، قبل نشره بالكامل يوم الأحد القادم، وصف ترامب قراره بشأن القدس بأنه "نقطة مهمة" في عامه الأول في الرئاسة. ولم تستبعد اللغة التي صيغ بها إعلان ترامب وجوداً للفلسطينيين في المدينة التي يريدون قسمها الشرقي عاصمةً لهم. وكانت إسرائيل قد احتلت القدس الشرقية في حرب 1967، وضمّتها إليها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. وقال ترامب لصحيفة (إسرائيل هيوم) اليومية، في تصريحات نشرت بالعبرية "أود أن أوضح أن القدس هي عاصمة إسرائيل. وفيما يتعلق بالحدود، سأؤيد ما يتفق عليه الجانبان فيما بينهما". وأضاف دون الخوض في التفاصيل "أعتقد أنه سيتعيَّن على الجانبين تقديم تنازلات كبيرة من أجل إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام". وتزامن الحديث الصحفي مع أنباء عن توتر جديد بين الفلسطينيين والسفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، في أعقاب مقتل مستوطن يهودي على يد فلسطيني. وبعد مقتل المستوطن طعناً، يوم الإثنين، قال فريدمان في تغريدة على تويتر، إنه سبق له التبرع بسيارة إسعاف إلى مستوطنة القتيل وإنه يصلي من أجل عائلته، مضيفاً أن الزعماء "الفلسطينيين أشادوا بالقاتل". وأثار ذلك انتقاد السلطة الفلسطينية. وقال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان، إن تصريحات السفير الأميركي "تدفعنا للتساؤل حول علاقة السفير بالاحتلال.. هل هو ممثل أميركا أم إسرائيل؟" وأضاف "نصائح واستشارات السفير هي التي أدت إلى هذه الأزمة في العلاقات الأميركية الفلسطينية، التي لا تهدف لتحقيق سلام عادل قائم على أسس الشرعية الدولية". وفريدمان من كبار مستشاري ترامب الذين شجعوا على القرار الخاص بالقدس، وأسهم من قبل في قضايا تتعلق بالمستوطنين. وبالإضافة إلى القدس الشرقية يريد الفلسطينيون الضفة الغربيةالمحتلة، لإقامة دولة في المستقبل، ويعتبرون المستوطنات اليهودية هناك عقبة كبيرة.