قدمت شركة "فيسبوك" تفاصيل جديدة عن جهودها لإزالة المحتوى الإرهابي، استجابة لضغط سياسي في أوروبا بشأن استخدام جماعات متشددة الشبكة الاجتماعية في الدعاية والتجنيد. وأوضحت مديرة إدارة السياسات العالمية في "فيسبوك" مونيكا بيكرت، ومدير سياسات مكافحة الإرهاب بريان فيشمان، في تدوينة أن "فيسبوك" كثفت استخدام الذكاء الاصطناعي مثل مطابقة الصور وفهم اللغات للتعرف على المحتوى وحذفه سريعاً. وجاء في التدوينة أن "فيسبوك" يستخدم الذكاء الاصطناعي لمطابقة الصور التي تسمح للشركة برؤية ما إذا كانت صورة أو مقطع فيديو يجري تحميله يتطابق مع صورة أو مقطع معروف لجماعات مصنفة إرهابية مثل تنظيم داعش والقاعدة والجماعات المرتبطة بهما. وأسس "يوتيوب" و "فيسبوك" و "تويتر" و"مايكروسفت" العام الماضي قاعدة بيانات مشتركة لبصمات رقمية تتعرف تلقائياً على مقاطع الفيديو والصور التي بها محتوى متشدد، ليكون هناك تعاون في التعرف على نفس المحتوى. وبالمثل، تحلل "فيسبوك" الآن النصوص التي أزيلت بالفعل لإشادتها أو دعمها منظمات متشددة، وذلك لتطوير إشارات تعتمد على النصوص لرصد مثل هذه الدعاية. وقالت بيكرت في مقابلة عبر الهاتف "أكثر من نصف الحسابات التي نزيلها بسبب الإرهاب حسابات نجد لدينا رغبة في جعل مجتمعنا يعرف ما نفعله حيالها، ليدرك أننا حقا ملتزمون بجعل "فيسبوك" مناخاً معادياً للإرهابيين". وفي السنوات الأخيرة مارست ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ودول قتل أو أصيب فيها مدنيون في تفجيرات وحوادث إطلاق نار نفذها متشددون إسلاميون ضغوطاً على موقع "فيسبوك" وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي مثل "غوغل" و "تويتر"، لفعل المزيد لإزالة المحتوى المتشدد وخطاب الكراهية. وهدد مسؤولون حكوميون بتغريم الشركة وتجريدها من الحماية القانونية الواسعة التي تتمتع بها، وذلك بسبب المحتوى الذي ينشره مستخدموها. وسئلت بيكرت عما تبديه "فيسبوك" الآن من تقبل لسياسات طالما رفضت مناقشتها، فقالت إن الهجمات الأخيرة أطلقت بطبيعة الحال مناقشات بين الناس بشأن ما يمكن أن يفعلوه للوقوف للتشدد. وأضافت: "نتحدث عن ذلك لأننا نرى أن هذه التكنولوجيا بدأت تصبح بالفعل جزءاً هاماً في كيفية وصولنا لهذا المحتوى".