نظم مجلس المستشارين أمس (الخميس)، ندوة حول موضوع الإرهاب والتطرف في سياق زيارة وفد عن الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، للتعرف من قرب عن الجهود التي يبذلها المغرب في إطار محاربة التطرف. الندوة تناولت تجربة المغرب انطلاقا من ثلاث مداخل أساسية ركزت على الجانب الأمني والديني والتربوي. وفي مداخلة حول "المقاربة الأمنية المغربية في محاربة الإرهاب والتطرف العنيف في البحر الأبيض المتوسط"، أوضح الوالي المدير العام للتعاون الدولي بوزارة الداخلية، محمد مفكر، بأن السلطات المغربية تمكنت من تفكيك 168 خلية إرهابية،منذ هجمات 11 شتنبر 2001 بالولايات المتحدة. مفكر أشار أن 50 خلية من ضمن هذه الخلايا المفككة ذات صلة بمناطق التوتر، على الخصوص بالمنطقة الأفغانية والباكسانية والعراق وسورية ومنطقة الساحل، وأضاف أن العمليات النوعية أسفرت عن إلقاء القبض على 2963 مشتبه فيه، وإحباط 341 مخططا إجراميا. تتبع المغرب للمقاتلين المغاربة الملتحقين ببؤر التوتر، والبالغ عددهم أكثر من 1600 مقاتل، مكن السلطات الأمنية من احتواء العائدين منهم إلى المغرب بهدف تنفيذ عمليات تخريبية، أو محاولة تجنيد حيث تم التحقيق مع 147، و توقيف 132 شخصا وتقديمهم للعدالة، إلى جانب توقيف ستة أشخاص عند محاولتهم مغادرة التراب الوطني،وهي العمليات التي مكنت المصالح من حجز عدد من الأسلحة والمواد المشبوهة. وتكمن قوة الاستراتيجية المغربية في محاربة التطرف في شموليتها واستباقياتها، بالموازاة مع إصلاح الحقل الديني، مع إيلاء أهمية قصوى للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف من أجل التصدي للإرهاب، الذي مكن من تفكيك العديد من الشبكات الإرهابية بطريقة منسقة ومتزامة، على الخصوص الشبكات التي تنشط في مجال تجنيد الإرهابيين لإلحاقهم ببؤر التوتر. يقظة المغرب تجاوزت الداخل لمراقبة تحركات عدد من الجماعات داخل مناطق التوتر، التي تعمل على بسط نفوذها في عدد من المناطق لتجنيد المزيد من المقاتلين، أو لنقل خبراتها من مناطق التوتر إلى المناطق التي يسهل اختراقها لتنفيذ عمليات تخريبية تعزز صورة الجماعات المتطرفة لجذب المزيد من المتعاطفين.