تحولت الطريق المحاذية لمنطقة عين الحص لطريق مبللة، وعلى جنباتها آلاف من علب الحليب ومشتقاته، بعد انقلاب شاحنة كبيرة لنقل هاته المادة، كانت قادمة من مركز الحليب بالدار البيضاء، لتوزعه على مختلف مناطق تطوان والضواحي مساء يوم الأحد المنصرم. العابرون للطريق الرابطة بين طنجةوتطوان، وبالضبط على مشارف جماعة عين الحصن، حوالي 14 كيلومترا غرب تطوان، فوجؤوا بانقطاع حركة المرور قبيل مغرب يوم الأحد، ليتبين لهم أن الأرض بيضاء تماما، كما لو أن الثلوج تتساقط، فيما كانت الشاحنة الكبيرة تمتد على عرض الطريق قاطعة إياها تماما. وروى بعض شهود عيان حضروا الحادثة، أن الشاحنة انقلبت بفعل الانزلاق، وغالبا لوجود عطب تقني بها، خاصة في ظل صعوبة منعرجات منطقة عين الحصن، مما أدى لإصابة السائق ومساعده بجراح متفاوتة، مما لم يستطيعا معها حماية حمولة شاحنتهما التي تعرضت ل«النهب» بعد انقلابها. وقالت المصادر ذاتها، أن عشرات الأشخاص من أعمار مختلفة، سواء من الساكنة أو من مستعملي الطريق، نزلوا مسرعين لموقع الحادثة، وقاموا بسرقة علب الحليب ومشتقاته، بل منهم من أخذ كمية كبيرة وبطريقة سريعة، مما أثار استنكار واستياء الكثيرين، واعتبروا ذلك سلوكا مشينا، خاصة وأن هناك من أخذ صورا لمشهد «النهب». واستمرت عملية النهب حتى قدوم عناصر الدرك، الذين عملوا على حماية الحليب المنتشر على جنبات الطريق، كما ساعد بعض المتطوعين على تجميعه في مكان آمن، لحين وصول بعض عمال الشركة الذين قاموا بتجميعه مجددا ونقله على متن شاحنات صغيرة أخرى، بهدف توزيعه وفق ما كان مخططا له، حتى لا تعاني المنطقة من نقص في هاته المادة خلال اليوم الموالي. وأثارت واقعة انقلاب الشاحنة، وما رافقها من عمليات سرقة من طرف عابري وسكان، استياء كبيرا وتعليقات على المواقع الاجتماعية، وتضاربت الآراء فيما بين المعلقين وناقلي الخبر، لكن من أحسن التعاليق التي وردت، بعض ممن قال إن من يستنكر في الفايسبوك لم يكن حاضرا، فلو كان هناك لأخذ بدوره بعض اللترات من الحليب، وأضاف «جل من قاموا بتلك الفعلة، يستنكرون بدورهم ما حدث في صفحاتهم الفايسبوكية». مصطفى العباسي