فرضت بلدية مدينة شارلوت الأميركية، حيث أقام المتظاهرون مسيرة لليلة الثالثة على التوالي تحت أنظار الحرس الوطني، حظر تجول يدخل حيز التنفيذ اعتبارا من منتصف الليل (4,00 ت غ الجمعة). وأشارت البلدية عبر حسابها الرسمي على تويتر إلى أن رئيسة البلدية جينيفر روبرتس والشرطة المحلية "فرضوا حظر تجول ساري المفعول في كل أنحاء المدينة اعتبارا من منتصف ليل 23 سبتمبر وحتى السادسة صباحا" (10,00 ت غ الجمعة). وشهدت مدينة شارلوت الأميركية على مدى اليومين الماضيين تظاهرات تخللتها أعمال عنف بين الشرطة ومتظاهرين. ويحتج المتظاهرون على مقتل كيث لامونت سكوت وهو رجل اسود في ال43 من العمر نتيجة خطأ فادح، على حد تعبيرهم. وتقول الشرطة ان سكوت قتل بالرصاص بعدما رفض ان يلقي سلاحا كان بيده بينما يؤكد اقاربه انه كان يمسك كتابا. واوقف 44 شخصا ليل الاربعاء الى الخميس في مدينة شارلوت الاميركية حيث كان تظاهر مئات الاشخاص للتنديد لمقتل مواطن اسود الثلاثاء برصاص شرطي في ملابسات اثارت جدلا، وفق ما اعلن القائد المحلي لقوات الامن. وقال كير بوتني في مؤتمر صحافي "سجلنا 44 عملية توقيف". ووعد بتعزيز الامن في المدينة بعد ليلتين من الصدامات فيها. ووصل عسكريون من الحرس الوطني لتعزيز جهود الامن. وقتل كيث سكوت رب الاسرة البالغ من العمر 43 برصاص شرطي مساء الثلاثاء. شارلوت تعيش ليلة ثانية من العنف في شوارعها متظاهرون يرشقون مقذوفات وشرطة مكافحة الشغب ترد باطلاق الغاز المسيل للدموع وفجاة يدوي اطلاق النار ويهوي رجل ارضا… مشاهد من ليلة ثانية من المواجهات عاشتها شوارع مدينة شارلوت الاميركية. عندما سمع اطلاق النار هرب البعض راكضين وراى مصور لوكالة فرانس برس رجلا يسقط ارضا على بعد مترين عنه. من المستحيل معرفة مصدر اطلاق النار، الا ان اعمال العنف توقفت للحظات بينما تكاتف عناصر الشرطة والمتظاهرين لنقل المصاب بالرصاص بعيدا عن مكان المواجهات. الليلة بدات هادئة مع تجمع على ضوء الشموع تكريما لذكرى كيث سكوت الرجل الاسود الذي قتل الثلاثاء برصاص شرطي في ملابسات تثير جدلا، حتى ان عدة عائلات اصطحبت اولادها. الا ان الاجواء تبدلت بسرعة عندما وصلت التظاهرة امام المقر العام للشرطة. وقام احد المتظاهرين بسحب العلم الاميركي لخفضه الى اسفل العامود بينما راح اخرون يضربون بقبضاتهم على بوابات المقر مرددين "لا عدالة لا سلام" و"لتسقط الشرطة". وعندما وجد المتظاهرون انفسهم امام عناصر من شرطة مكافحة الشغب اعترضوا الطريق، كان الغضب يسود صفوفهم. بعضهم حافظوا على الهدوء ورفعوا ايديهم امام الشرطيين مرددين "نرفع ايدينا لا تطلقوا النار!" بينما راحت امراة تنظر دامعة الى الشرطة وتقول "طفح الكيل طفح الكيل". وتضيف هذه المراة "اشقاؤنا واطفالنا ورجالنا يخشون ان يقتلوا في اي لحظة. يجب الا يضطر احد الى العيش هكذا. السود ليسوا كلهم من المهربين او المدمنين او افراد العصابات". لكن اعمال العنف راحت تتصاعد في مواجهة الشرطيين المنتشرين بزي مكافحة الشغب، وسرعان ما سيطر المتظاهرون الاكثر عددا بشكل واضح على الشارع وراحوا يوجهون الركلات الى عربات الشرطة ويحطمون الواجهات مما ارغم الشرطيين على الاحتماء في بهو احد الفنادق. وبينما حاول المتظاهرون دون جدوى اقتحام الفندق، نجح عناصر الشرطة في فرض طوق حوله وعندما كان المتظاهرون يقتربون اكثر من اللازم او يرشقون المقذوفات بكثرة، فان الشرطيين كانوا يردون باطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل المضيئة والرصاص المطاط. صرخ شرطي امام المتظاهرين الذين كانوا لا يزالون يحاولون التقدم "حياتنا في خطر عليكم الرحل". وسط هذه الاجواء من الفوضى سمع دوي اطلاق نار وبات الناس يهربون راكضين بينما تم اجلاء الرجل الذي اصيب بجروح خطير حسبما اوضحت السلطات لاحقا تاركا بقعة صغيرة من الدماء على الرصيف. وتاتي هذه الليلة الجديدة من العنف بعد مقتل كيث سكوت رب الاسرة البالغ من العمر 43 برصاص شرطي مساء الثلاثاء. اوضحت الشرطة ان سكوت كان يحمل سلاحا ومهددا وان الشرطي الذي ارداه اسود ايضا وانه تم تعليق مهامه. الا ان اقارب سكوت يشددون على ان سكوت لم يكن يهدد احدا وانه كان يمسك بكتاب وليس بسلاح، وبعض جيرانه قالوا ان الشرطي مطلق النار ابيض وليس اسود. واكدت تاهيشيا وليامز المقيمة في الحي وترتاد بناتها المدرسة نفسها مع اولاد سكوت لوكالة فرانس برس ان السلاح "مجرد كذبة". واضافت "استبدلوا الكتاب بسلاح. هذا الرجل كان يجلس هنا كل يوم في انتظار قدوم ابنه على متن الحافلة المدرسية". اما رواية الشرطة فتقول ان شرطيين مكلفين القبض على مشتبه به رصدوا كيث سكوت وليس ليس الشخص المطلوب داخل سيارة في مراب مبنى، وانهم طلبوا منه مرات عدة القاء سلاح كان بيده. واضاف رئيس الشرطة "رغم الاوامر الشفهية المتكررة، خرج من السيارة والسلاح لا يزال بيده". وطالب اقارب سكوت وناشطين حقوقيين مشكيين في الرواية بان تكشف الشرطة تسجيلات الفيديو التي التقطتها الكاميرات المثبتة على سترات الشرطيين وتلك من كاميرا سيارة الشرطة وهو ما ترفض القيام به حتى الان. وشوهدت خلال تظاهرات الليل الماضي لافتة كتب عليها "انشروا تسجيلات الفيديو".