فارقت طفلة في بداية ربيعها الخامس الحياة منتصف الأسبوع الماضي، إثر تعرضها للسعة عقرب قاتلة، بمنطقة آيت عباس بإقليم أزيلال. الطفلة تعالى صراخها فجأة بعد أن كانت في نوم عميق بإحدى غرف منزل أسرتها، الأمر الذي استرعى انتباه أفراد الأسرة الذين هرعوا على الفور إلى عين المكان، في محاولة للتعرف على دواعي صراخ فلذة كبدهم، قبل أن يفاجأوا بتعرضها للسعة عقرب. وحسب المصادر ذاتها، فأسرة الطفلة وفي ضل ضيق الحال وتواجدها في منطقة نائية لجأت كما جرت به العادة في مثل هذه الحالات إلى استعمال بعض الطرق التقليدية التي أكل عليها الدهر وشرب في إسعاف الطفلة، على غرار محاولة إخراج السم عن طريق «تشراط» مكان اللسعة بواسطة شفرة حادة، إلا أن كل محاولاتهم باءت بالفشل بسبب عدم تحمل جسم الطفلة الفتي لقوة اللدغة لتتدهور حالتها الصحية. أمام هذه الوضعية الكارثية التي آلت إليها صحة الطفلة، عملت الأسرة على نقلها على الفور في اتجاه المستشفى الإقليمي بمدينة أزيلال في محاولة لإسعافها قبل فوات الأوان، إلا أن الأسرة اصطدمت أمام واقع مر تعيش على وقعه المستشفيات والمستوصفات بالمنطقة، حيث تغيب كليا الأمصال المضادة للسعات العقارب والأفاعي في منطقة تعرف سنويا عشرات حالات اللسع واللدغ، دون أي تدخل من طرف الوزارة الوصية ومندوبياتها بالمنطقة. إلى ذلك، تم نقل الفتاة مرة أخرى نحو إحدى المستشفيات بمدينة مراكش، قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة داخله بعد أن تعذر على الأطر الطبية إنقاذها بعد سريان السم في أغلب جسدها. وتبقى الإشارة إلى أنه ومباشرة بعد حلول فصل الصيف وما يصاحبه من ارتفاع مهول في درجات الحرارة بجهة بني ملالخنيفرة، تستقبل عدد من المستشفيات والمستوصفات المحلية العشرات من الحالات التي تتعرض للسعات العقارب ولدغات الثعابين، وذلك في ظل نقص مهول و غياب كلي في بعض الأحيان للأمصال المضادة لمثل هذه الحالات، فيما لم تعد تسلم بعض المناطق الحضرية من تواجد كبير لبعض العقارب وكذا الأفاعي، حيث عثر عدد من الشبان بكل من حي خريبكةببني ملال و تجزئة الحنصالية بأحد البرادية مؤخرا على عدد من الأفاعي السامة بقلب منازلهم. عادل المحبوبي