داعشي مغربي آخر يعلن عن مقتله رسميا بساحات القتال بسوريا، الداعشي التطواني الذي تأكد مقتله خلال اليومين الأخيرين، كان إطارا هندسيا يشتغل بالمنطقة الصناعية لتطوان، ويدير شركة للإشهار والطباعة، حاصل على دبلوم في الهندسة المعلوماتية، ومعروف لدى أصدقائه وأقاربه بهدوئه واجتهاده في دراسته وفي عمله. القتيل الذي قالت بعض المصادر، انه لقي حتفه خلال قصف قوي للطيران الروسي، مؤخرا لمنطقة مجاورة لأحد المطارات، حيث كانت قيادة عمليات لتنظيم داعش، تم اكتشافها من خلال المصادر الإستخباراتية الروسية، التي تمكنت من دس بعض العاملين معها في صفوف التنظيم الإرهابي، ومكنتها خلال الأسابيع الأخيرة، من الكشف عن بعض المخابئ والمواقع الأكثر سرية للتنظيم الداعشي. وكان الشاب المسمى إدريس، وتحمل شركته الصغيرة لأمور الإشهار إسمه أيضا، قد غادر تطوان متوجها لسوريا، بعد أن تمكن بعض المتخصصين في العمليات الإستقطابية بالمنطقة من جلبه واستقطابه، رغم أنه لم تظهر عليه أي معالم أو ملامح التطرف بشكل كبير، ووفق بعض الشهادات، فقد كان شابا خلوقا ملتزما لكن ليس متشددا. ويبدو أن الهدف من استقطاب إدريس لم يكن فقط الوازع الديني، أو دفعه لساحات المعارك، لكن كان ضمن مخطط التنظيم في استقطاب أو استئجار بعض الكفاءات والعقول، لمساعدته في تدبير المعارك وخاصة الأسلحة المتطورة وآليات الترصد والرادارات التي تتطلب متخصصين، وتقنيين من قبيل إدريس، الذي يبدو أنه ذهب "للعمل" وليس للجهاد إلى جانب تنظيم داعش، الذي يقدم إغراءات مالية كبيرة لمحاربيه، وهو ما يرفع من عدد الملتحقين به. وكان بعض العائدين من جحيم داعش، قد كشفوا عن طرق الإغراء التي تتم لجلبهم، من بينها المبالغ المالية التي يتقاضونها، والتي تتراوح بين 50 حتى 60 أورو يوميا، ناهيك عن ما يغنمونه في معاركهم، كما يغرونهم بالنساء والزوجات الجميلات، والسبايا المتحصلة أيضا من المعارك. وكل ذلك يذهب سدى فور الوصول إلى هناك، بحيث لا يجد الملتحق أمامه إلا النار والحروب والمغامرة.