كتبت وكالة الأنباء الأرجنتينية المستقلة "طوطال نيوز" أن مخيمات تندوف، جنوب غرب الجزائر، تشكل مرتعا خصبا لتزويد الجماعات الإرهابية و عصابات الجريمة المنظمة العابرة للحدود بالمقاتلين والأسلحة. وذكرت الوكالة في مقال بعنوان "داعش تنضم إلى البوليساريو لتنشط في منطقة الساحل والصحراء" أن "قواعد التدريب ومعسكرات الاعتقال التي تتحكم فيها البوليساريو، حيث تحتجز عددا من المواطنين المغاربة، تشكل أرضا خصبة ومصدرا لتزويد الجماعات الإرهابية وعصابات الجريمة المنظمة العابرة للحدود بالمقاتلين والأسلحة". وذكر كاتب المقال التحليلي، الأكاديمي والخبير الأرجنتيني في العلوم السياسية، أدالبيرتو كارلوس أغوزينو، أن "تكرار العمليات الإرهابية والكشف عن شبكات المافيا التي توجد على صلة بعناصر في قيادة البوليساريو تؤكد تماما صحة هذه الاستنتاجات". وفي هذا السياق، أشارت "طوطال نيوز" إلى أن تحريات المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أثبتت مؤخرا في أعقاب تفكيك خلية إرهابية على صلة بما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية"، أن عناصر هذه الخلية الإرهابية، الذين خططوا في بادئ الأمر للالتحاق بمعاقل "داعش" بالساحة السورية العراقية، قرروا تغيير وجهتهم نحو فرع هذا التنظيم الإرهابي بليبيا، وذلك بمساعدة انفصاليي "جبهة البوليساريو" الذين يسيطرون على طرق التهريب والجريمة المنظمة جنوبالجزائر. ولاحظت الوكالة أن ما يحدث في الواقع هو أن جبهة البوليساريو انتقلت من تنفيذ هجمات إرهابية وأعمال قرصنة ضد سفن صيد اسبانية في السبعينات والثمانينات، إلى اختلاس وتهريب المساعدات الإنسانية الأوروبية الموجهة إلى الساكنة المحتجزة بتندوف وطلب الفدية عند اختطاف أعضاء منظمات غير حكومية بالمخيمات، مرورا بالعمل كمرتزقة لدى النظام الليبي السابق ثم الانخراط في صفوف إحدى فروع تنظيم القاعدة أو داعش. وأضافت الوكالة في هذا المقال أن "مخيمات العار بتندوف تعد خزانا لليد العاملة العسكرية، المحبطة والراديكالية والمستعدة لتقديم خدماتها لأية قضية أو نزاع بشمال إفريقيا أو للانخراط في أي نشاط غير قانوني بغية الارتزاق"، مشيرة إلى تورط عناصر من البوليساريو في أنشطة غير مشروعة مع عصابات الجريمة العابرة للحدود بالمنطقة. ودعا كاتب المقال الذي سبق أن أصدر مؤلفا تحت عنوان "جيوبوليتيك الصحراء والساحل" الأممالمتحدة إلى الاطلاع على هذا الوضع وحث الجزائر على تفكيك مخيمات تندوف والسماح بعودة الساكنة المحتجزة إلى وطنها الأم، المغرب.