يطمح جميع الناس إلى التمتع بابتسامة جذابة، لكن ذلك الأمر يكون صعب التحقق عندما تغطي البقع سطح الأسنان وتفقد الأخيرة بياضها. في ما يلي تتطرق الدكتورة عفيفة بلمقدم بناني الاختصاصية في طب الأسنان إلى أسباب تغير لون الأسنان، والوسائل الطبية التي يتم اللجوء إليها من أجل الحصول على أسنان بيضاء خالية من البقع والتصبغات. تختلف الأسباب التي تؤدي إلى تغير لون الأسنان. فمن الممكن أن تفقد الأسنان بياضها ويتغير لونها تدريجيا مع مرور الزمن نتيجة التقدم في السن. تصبغات خارجية وداخلية قد تظهر بعض البقع الخارجية فوق سطح ميناء الأسنان بسبب التدخين أو نتيجة تناول مأكولات تحتوي على ملونات غذائية، وبعض المشروبات مثل الشاي والقهوة على وجه الخصوص التي تستطيع أن تتغلغل في عمق الأسنان وتغير لونها بشكل تدريجي. هناك تصبغات أخرى تنشأ داخليا ولا تكون مرتبطة بالتغذية وطبيعة المأكولات والمشروبات التي يتناولها الشخص بل تتكون نتيجة تناول بعض الأدوية في الطفولة وفي مرحلة نمو الأسنان مثل المضاد الحيوي المكون من مادة تتراسيكلين، أو عندما يحصل الشخص على قدر كبير من الفليور أثناء تكون الاسنان، وهنا يتعلق الأمر بتسمم الفلور، الذي يغير لون الأسنان ويتسبب في ظهور بقع عليها. قد يكون لون الأسنان بنيا، بينما قد يميل في بعض الحالات إلى الأسود. وينتشر التسمم بالفليور في المدن المغربية التي تنتج الفوسفاط، وفي المناطق التي تكون المياه الصالحة للشرب فيها غنية بمادة الفليور. قد يفقد السن لونه الأبيض بفعل الاصطدام القوي الذي يتسبب في كسر جزء من السن فيتغير لون السن إلى الأزرق المائل إلى الرمادي المائل إلى الأسود، أو بعد استئصال العصب أثناء علاج الجذور، وقد يحدث هذا السواد أيضا إذا مات العصب الذي يعتبر مصدر الحياة للأسنان وبدأت خلايا الدم الحمراء في التحلل ثم التجمع في الطبقات الخارجية من السن. تبييض الأسنان في العيادة ليس الخيار الوحيد عندما يتعلق الأمر بالتلف الذي يصيب عصب السن يتم تبييض السن المتضرر الذي يتغير لونه في عيادة الطبيب، حيث يتم استخدام مواد تتغلغل داخل السن وتقوم بتنظيف قنوات وأنسجة السن الداخلية وبالتالي يستعيد السن لونه الأبيض. ولا يعتبر تبييض الأسنان في العيادة الخيار الوحيد، بحيث يمكن القيام بهاته العملية حتى في المنزل، عن طريق استعمال بعض المواد المبيضة التي يتكون أغلبها من بيروكسيد الهيدروجين وبيروكسيد الكارباميد التي يستعملها الطبيب داخل العيادة لكن بنسب أقل، وذلك نظرا للاختلاف من حيث الأسلوب، فداخل العيادة يستعمل الطبيب انعكاسات ضوئية خاصة تساهم بشكل كبير في الحصول على نتائج سريعة، بحيث تستغرق هاته العملية مدة لا تتعدى 45 دقيقة، كما يحرص الطبيب على تغطية اللثة بهدف حمايتها من أضرار تلك المواد، فاللثة تفتقر إلى القوة والصلابة التي يتميز بها السن ما يجعلها عرضة للالتهابات، أما في حالة تبييض الأسنان المنزلي فيقوم طبيب الأسنان بأخذ مقاسات الأسنان بهدف صناعة قالب أسنان بلاستيكي يتم وضعه بعد حشوه بالمادة المبيضة لمدة تتراوح ما بين ساعة وثماني ساعات بحيث قد يضعها الشخص طوال ساعات النوم، ويستمر في وضعها لفترة تتراوح ما بين عشر وخمسة عشر يوما. وتجدر الإشارة إلى أن تبييض الأسنان من الأمور التي ينبغي اجتنابها من طرف غير البالغين والمرأة الحامل لأن المواد المستخدمة يمكن ابتلاعها بسهولة ويخشى أن يكون لها تأثير على الجنين. واجهة السيراميك وتاج الأسنان للتمتع بابتسامة جذابة لا يمكن إزالة التصبغات والبقع الكبيرة المرتبطة بحالة التسمم بالفليور عن طريق تبييض الأسنان باستخدام المواد المبيضة، وفي هاته الحالة يتم اللجوء إلى استخدام مادة السيراميك لتعويض واجهة الأسنان التي تفقد بياضها بعد كشط الطبقة الخارجية منها، وأخذ مقاساتها كي تكون طبقة السيراميك التي يتم صنعها في المختبر بالحجم والشكل واللون الملائمين. يمكن أيضا استخدام تاج الأسنان لتغطية السن المشوه والملطخ أو المكسور، وتتطلب هاته الطريقة أخذ الطبيب طبعة للأسنان بهدف إرسالها إلى المختبر من أجل صنع التاج لأنها الوسيلة الوحيدة التي تمكن من التعرف على شكل الأسنان والمسافة المراد ملؤها بالتاج. ويقوم الطبيب بتغطية السن المكشوف بتاج مؤقت بهدف حمايته قبل أن يعوضه في الزيارة الموالية بالتاج الدائم. احتياطات وخطوات للحفاظ على بياض الأسنان بعد الخضوع لمراحل تبييض الأسنان يجب الامتناع عن التدخين وتناول المأكولات التي تحتوي على ملونات غذائية، بالإضافة إلى القهوة والشاي وغيرها من المشروبات التي تؤدي إلى تغير لون الأسنان وتكون البقع، أما في حال تناولها فيجب غسل الأسنان على الفور. ولغسل الأسنان وضمان الحفاظ على بياضها ينصح باستخدام معجون أسنان مبيض، لمنع تشكل البقع من جديد، وهناك أنواع مختلفة من معاجين تبييض الأسنان يمكن استعمالها من طرف الأشخاص الذين يعانون من اصفرار وبقع صغيرة ويكون لها نتائج إيجابية ومرضية. غالبا ما يؤدي عدم الالتزام بتعليمات الطبيب فيما يخص النظام الغذائي والامتناع عن التدخين إلى ظهور البقع مجددا على مستوى الأسنان، وبالتالي يصبح الشخص غير راضيا عن مظهره، ويلجأ إلى الطبيب من أجل الاستفادة من جلسات تبييض الأسنان التي يمكن أن تتكرر بمعدل مرة كل سنة. شادية وغزو