وضعت المصالح الأمنية بالرشيدية حدا لحالة الذعر العام التي انتابت الآباء و الأمهات بالمدينة، بعدما انتشرت، كالنار في الهشيم، إشاعات تتحدث عن قيام راكبي سيارة مرسيدس باختطاف الأطفال من أمام ابواب المدارس. حالة "البسيكوز" التي سيطرت على ساكنة عاصمة جهة درعة تافيلالت، كان وراءها سيدة تقدمت بشكاية لدى إلى مصالح الامن، تحدثت فيها عن تعرض طفلتها، التي لم تتجاوز سنتها الثانية عشرة، للاختطاف من امام أبواب المدرسة التي تتابع بها دراستها، مؤكدة أن الخاطفين كانوا على متن سيارة مرسيدس و أنها تشك في تورط جيران بينها و بينهم عداوة بالجريمة. و قبل أن تغرب شمس ذاك اليوم كانت الإشاعة قد فعلت فعلتها، و بدأت حالة الذعر العام تسيطر على الساكنة، لدرجة الشك و التبليغ عن كل سيارة تتوقف غير بعيد عن المؤسسات التعليمية كحالة سائق مرسيدس كان ينتظر زوجته داخل سيارته، دون أن يدري أن توقفه هناك أثار ريبة البعض و دفعهم للاتصال بالشرطة التي سرعان ما حلت بالموقع و استجواب الرجل الذي تبين ألا علاقة له بواقعة الطفلة المختفية. في نفس الوقت، كانت مصالح الشرطة القضائية تسابق الزمن لحل لغز اختفاء التلميذة، و ذاك بإجراء أبحاث بمحيط المختفية و أسرتها، أبانت أن الطفلة كانت كثيرة التغيب عن المدرسة و أنها، و رغم صغر سنها، كانت قد دخلت تجارب عاطفية و علاقات مع عدد من المراهقين… و هي المعلومات التي جعلت سير التحقيقات يميل لترجيح احتمال أن تكون الطفلة قد اختارت الهرب مع أحدهم بملء إرادتها.. احتمال سرعان ما تأكدت صحته حين تم العثور على "المختطَفة" من طرف عناصر دورية أمنية ضبطتها رفقة شباب تبين أنها كانت على علاقة مع أحدهم و أنه هو من أقنعها بالهرب معه و الاختباء بمكان مهجور بالمدينة، فيما اعترفت الأم لاحقا أنها اختلقت قصة الاختطاف بالمرسيدس من أجل دفع المصالح الأمنية لإعطاء الأهمية و الأولية لعملية البحث عن فلذة كبدها. و بناء عليه أحالت المصلحة الجهوية للشرطة القضائية بالرشيدية على الوكيل العام باستئنافية الرشيدية ثلاثة اشخاص متورطين في القضية، أحدهم قاصر، حيث قرر رئيس النيابة العامة متابعتهم في حالة اعتقال بتهم تتعلق بالتغرير قاصر و هتك عرضها دون عنف. محمد فكراوي