زوريخ 2 يونيو (خدمة رويترز الرياضية العربية) - صدم السويسري سيب بلاتر عالم كرة القدم اليوم الثلاثاء بعدما استقال بشكل مفاجيء من رئاسة الاتحاد الدولي (الفيفا) تحت وطأة تحقيق متعلق بالفساد داخل المؤسسة التي تعاني حاليا من أسوأ أزمة عبر تاريخها. وأعلن بلاتر (79 عاما) قراره في مؤتمر صحفي في زوريخ بعد ستة أيام من مداهمة الشرطة لفندق في المدينة والقاء القبض على عدد من مسؤولي الفيفا قبل انتخاب المسؤول السويسري لفترة ولاية خامسة يوم الجمعة الماضي. وأكد بلاتر على اجراء انتخابات في أسرع وقت ممكن من أجل اختيار رئيس جديد للفيفا رغم أن أحد مسؤولي الاتحاد الدولي قال إن هذا لن يتم قبل ديسمبر كانون الأول القادم على الأرجح. وقال بلاتر الذي أمضى سنوات طويلة داخل أروقة الاتحاد الدولي "الفيفا بحاجة إلى اعادة هيكلة عميقة. قررت خوض الانتخابات مرة أخرى لأنني كنت على اقتناع بانني أفضل خيار لكرة القدم." وأضاف "رغم أن أعضاء الاتحاد الدولي منحوني تفويضا جديدا لا يبدو أن هذا التفويض يحصل على مساندة الجميع في العالم." لكن أبرز منتقدي بلاتر في الفترة الأخيرة رحبوا باستقالة المسؤول السويسري الذي تولى رئاسة الفيفا منذ 1998. وقال الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الاوروبي للعبة وأبرز المرشحين لخلافة بلاتر في المنصب "هذا قرار صعب وقرار شجاع وهو القرار الصحيح." وبعد دخوله الانتخابات يوم الجمعة الماضي في مواجهة بلاتر وحصوله على 73 صوتا مقابل 133 صوتا للمسؤول السويسري في الجولة الأولى للتصويت لم يؤكد الأمير علي بن الحسين بشكل نهائي اعتزامه تكرار المحاولة. وردا على سؤال ما اذا كانت هذه بداية جديدة للفيفا قال الأمير علي رئيس الاتحاد الأردني لمحطة تشانل فور نيوز البريطانية "أتطلع لتقديم المساعدة." وقال جريج دايك رئيس الاتحاد الانجليزي وأحد أشد المعارضين لبلاتر أنها "أنباء جيدة لعالم كرة القدم" لكنه تساءل عن دافع بلاتر قائلا "من أوقع به¿ من وجه له الضربة¿" وأضاف دايك "لا أصدق أنه اتخذ هذا القرار بناء على أي أساس أخلاقي لذلك حدث شيء في هذه الفترة مما جعله يستقبل." وتلقى الفيفا لطمة موجعة الأسبوع الماضي مع الاعلان عن تحقيق امريكي بشأن مخالفات مالية مزعومة تعود إلى أكثر من عقدين سابقين. كما فتحت السلطات السويسرية تحقيقا جنائيا بشأن منح حق تنظيم نهائيات كأس العالم عامي 2018 و2022 لروسيا وقطر على الترتيب. وأكد فيتالي موتكو وزير الرياضي الروسية على "شجاعة" قرار بلاتر بالاستقالة وقال إن هذا سيساهم في منع الانقسام داخل الفيفا. ورغم عدم ورود اسم بلاتر في التحقيقات الامريكية أو السويسرية ظهرت دعوات واسعة لمطالبته بالاستقالة وخاصة من الدول الغربية كما أعرب بعض الرعاة البارزين عن قلقهم بشأن تأثير الفضيحة. ورحبت كوكاكولا للمشروبات الغازية وهي من أبرز رعاة الفيفا باستقالة بلاتر وكذلك فعلت اديداس للمستلزمات الرياضية. وقالت اديداس "أنباء اليوم تمثل خطوة بالاتجاه الصحيح في طريق الفيفا لتكوين واتباع معايير الزامية شفافة في كل شيء يفعله." وأكد مكتب المدعي العام السويسري أن استقالة بلاتر لن يكون لها أي تاثير على الاجراءات في التحقيق الجنائي بشأن سوء الادارة وغسل أموال في الفيفا كما قال إنه لا يحقق مع الرئيس المستقيل للاتحاد الدولي. وقال مسؤولو الرياضة في اوروبا إنها خطوة مهمة لكن الفيفا بحاجة لتغييرات أعمق. وأشار تييري بريلارد الأمين العام لوزارة الرياضة الفرنسية إلى أنها أول خطوة لاستعادة الثقة قائلا "بعيدا عن الناس يجب اجراءات اصلاحات هيكلية." وحاول بلاتر في البداية امتصاص حالة الغضب الشديدة مع اعتماده على شبكته الواسعة من الأصدقاء للحفاظ على منصبه في الفيفا. وأبدت اتحادات افريقيا وآسيا مساندتها لبلاتر رغم الفضيحة وقالت إنها ترحب بتمويل الفيفا لها من أجل تطوير اللعبة في أفقر أجزاء العالم. وأعلن كالوشا بواليا رئيس اتحاد زامبيا لكرة القدم والحائز من قبل على جائزة أفضل لاعب افريقي أنه مصدوم. وقال بواليا القائد السابق لمنتخب زامبيا "الرجل قدم الكثير من أجل الفيفا. كان موجودا بشكل دائم من أجل افريقيا وكان يهتم دائما." واقتربت التحقيقات من بلاتر إلى حد كبير اليوم الثلاثاء لكن الفيفا نفى تورط جيروم فالك الأمين العام للاتحاد الدولي في معاملات مصرفية بقيمة عشرة ملايين دولار هي محور تحقيقات امريكية في قضية رشوة متعلقة بمنح حق تنظيم كأس العالم 2010 لجنوب افريقيا. وبعد ساعات قليلة أعلن الفيفا عن عقد مؤتمر صحفي طاريء ليقدم بلاتر استقالته. وخلال فترة عمله في الفيفا نجا بلاتر من سلسلة فضائح من بينها اتهامات واسعة لقطر بتقديم أموال لاستضافة نهائيات 2022 في دولة تملك تاريخا ضئيلا في كرة القدم ومع وصول الحرارة فيها لأعلى من 40 درجة مئوية طوال الصيف. وتنفي قطر دائما ارتكابها أي خطأ. وبعدما وصفه بأنه أسوأ يوم في تاريخ الفيفا يوم الأربعاء الماضي قال بلاتر في المؤتمر السنوي أمام أعضاء الاتحاد الدولي "كرة القدم تحتاج لقائد قوي ومخضرم. قائد يعلم كل المداخل والمخارج ويمكنه العمل مع شركاء الفيفا." واستمرت معارضة الاتحاد الاوروبي لبلاتر ووصل الأمر لحد التهديد بمقاطعة المؤتمر السنوي للفيفا قبل فوز المسؤول السويسري بفترة ولاية خامسة لأربع سنوات لكنها استمرت لأربعة أيام فقط.