بقلم حسام عزالدين رام الله (الاراضي الفلسطينية), 6-1-2015 (أ ف ب) - يتحرك الفلسطينيون دبلوماسيا بشتى الوسائل وعلى مختلف الجبهات لاثباث احقيتهم بدولة فلسطينية مستقلة وانهاء الاحتلال الاسرائيلي, وان كانوا فشلوا في الحصول على قرار من مجلس الامن بهذا الصدد, قبل ايام. ويتخذ الفلسطينيون من كرة القدم "سلاحا" لمساندة حراكهم السياسي هذا, ونجحوا في لفت الانتباه حينما وصلوا الى نهائيات كأس الامم الاسيوية التي تنطلق في استراليا يوم الجمعة المقبل, وذلك لاول مرة في تاريخهم. حتى ان البعض يرى ان مشاركة المنتخب الفلسطيني في بطولة امم اسيا " تشكل رسالة لكل الذين عارضوا او امتنعوا عن تاييد مشروع انهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية". وفي لقائه مع صحافيين فلسطينيين رياضيين وعرب, قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان "الرياضة اليوم باتت سلاحا هاما لترويض السياسة, ونحن ندعم هذا التوجه خاصة وان الرياضة تجري وفق قواعد وقوانين دولية". ويقود الحراك الرياضيالفلسطيني في كرة القدم, رجل يعمل في المجال السياسي والامني, وهو يؤمن تماما بان كرة القدم الفلسطينية لها طعم خاص يختلف عن طعم الفوز والكؤؤس والميداليات التي يسعى اليه اخرون, كما يقول اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم. ويضيف الرجوب لوكالة فرانس برس "الرياضة في العالم مرتبطة بالانجاز والمهارات بميداليات وكؤوس". ويضيف " على الرغم من الصعوبات والضغوطات والقهر جراء الاحتلال, تأهلت فلسطين بقواها الذاتية وتشارك مع الكبار في كأس امم اسيا بدم ولحم فلسطيني, وهذا ما لفت نظر المجتمع الدولي والاعلام, ونحن كفلسطينيين فخورون بذلك". وفي رده على سؤال, ان كان يمكن فصل الرياضة عن السياسة في الواقع الفلسطيني, يقول الرجوب "الرياضة وسيلة بامتياز لتحقيق اهدافنا الوطنية, وسيلة نضالية لحل معاناتنا وعذاباتنا والتأكيد على عظمتنا واصرارنا من اجل الحرية والاستقلال". ومني الفلسطينون بخيبة امل حينما فشل مشروع القرار الذي قدم الى مجلس الامن قبيل نهاية العام الماضي, لانهاء الاحتلال, واقامة الدولة الفلسطينية. غير ان هذا الفشل لا يعني شيء للرياضيين الفلسطينيين, الذين يعتقدون انه بامكانهم فعل شيء على الجبهة الرياضية. وتقول جينا خنوف, وهي لاعبة سابقة في المنتخب النسوي الفلسطيني" لنا الفخر ان يصل منتخبنا الى امم اسيا, ونأمل ان يحقق لنا الفرحة ولشعبنا الفلسطيني مثلما كانت فرحة التأهل من خلال حصوله على نتائج جيدة". وتربط خنوف بين قرار مجلس الامن الاخير, والحراك الرياض, وتقول "بالنسبة للامم المتحدة ومهما كان قرارها, فاننا من خلال الرياضة نستطيع ايصال رسالة سياسية ونثبت للعالم ان فلسطين وصلت وفلسطين تمثل دولة وفلسطين تمثل شعب, لا يمكن لاحد من حول العالم ان يتجاهله ". وتصيف " ونأمل ان نحقق الانجاز في استراليا, كي يصغى العالم لنا كشعب يعشق الحرية والاستقلال, واننا وصلنا الى امم اسيا رغم كافة العقوبات والصعوبات التي يضعها الاحتلال امامنا". وانتشرت عبر صفحات الانترنت صفحات شبابية خاصة لتشجيع المنتخب الفلسطيني المشارك في بطولة امم اسيا. ويرى الصحافي الرياضي الشاب منذر زهران ان الرياضة هي جزء من الحراك السياسي ويقول " مشاركتنا في بطولة امم اسيا رسالة هامة باننا دولة محتلة تشارك في بطولة امم اسيا, وتأتي للفت انتباه كافة وسائل الاعلام العالمية وخاصة وسائل الاعلام الاسترالية". ويضيف "جميع الانظار تتجه الى المنتخب الفلسطيني, ليس على قاعدة افضل لاعب وكيف يلعب المنتخب, بل على قاعدة كيف ان فلسطين موجودة اليوم في استراليا رغم انها تحت الاحتلال". ويقول "فلسطين الدولة المحتلة الوحيدة في العالم موجودة في بطولة امم اسيا, والدولة التي احتلتها اي اسرائيل لم تفلح في التأهل الى كأس الامم الاوروبية". ويضيف زهران "وجودنا في استراليا يوازي الإنجاز الذي تحقق في الاممالمتحدة في العام ,2012 حينما تم الاعتراف بالدولة الفلسطينية كدولة غير كاملة العضوية, ورسالة الى كل من صوت ضد فلسطين في مجلس الامن ان فلسطين يجب ان يكون لها دولة وكيان ويجب ان ينتهي الاحتلال وهو رسالة الى كل من صوت ضد فلسطين". وشهدت كرة القدم الفلسطينية خلال السنوات الماضية تطورا ملحوظا ما دفع الاتحاد الدولي للعبة رفع وتيرة الاهتمام بها وتكثيف زيارته الى الى الاراضي الفلسطينية, والتي كان اخرها زيارة وفد من الاتحاد الى قطاع غزة.