أكد ثلة من العلماء المشاركين في ندوة نظمت، الأربعاء بقصر المؤتمرات بالعيون، أن التصوف السني ساعد على تحصين الأمة المغربية ومحافظتها على أمنها وثوابتها واستقرارها. وأوضح المشاركون في هذه الندوة، التي نظمها المجلس العلمي المحلي للعيون بتنسيق مع المندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية وبمشاركة رؤساء المجالس العلمية لمختلف أقاليم المملكة حول موضوع: "دور التصوف السني في تزكية النفس"، أن التصوف السني بالمغرب حافظ على الهوية الدينية التي تضمن الأمن الداخلي والصفات النبيلة للسلوك القويم، والتسامح، وحب واحترام الآخر. وأضافوا أن التصوف السني، الذي لعب دورا رياديا في ترسيخ التربية الروحية ونشر القيم الأصيلة والكونية للإسلام، يعد مكونا هاما من مكونات المجتمع المغربي وانتظم إلى جانب العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والإمامة العظمى في تثبيت الوحدة الدينية والوطنية للمغرب والمغاربة. وأبرزوا أن التصوف السني، باعتباره منظومة من القيم الأخلاقية التي يكتنزها الدين الإسلامي الحنيف، يعتبر تجربة روحية تسمو بالأخلاق، مشيرين إلى أن المملكة المغربية تعتز بهذا الموروث الصوفي السني الكبير الذي عمل أهله في الماضي على رعايته وتعهده وترسيخ قيمه الهادية والبانية في مختلف ربوع البلاد. وأكد العلماء أن التصوف السني ضمن للمغرب أمنا روحيا وحضاريا لأن أهله تمسكوا بثوابت الأمة المغربية الدينية والوطنية اعتقادا وتطبيقا وتعليما ونشرا وتأليفا، فضلا عن تميز المغاربة بأن خصهم الله بالمشايخ الصالحين والعلماء العاملين الذين بصموا تاريخ المغرب بنشر الهدي الرباني المؤثر وسلكوا سبل الوسطية والاعتدال والتسامح وحسن التعايش والتساكن والتعاون ونفع الغير وغير ذلك من القيم النبيلة التي يحتاجها الإنسان المعاصر. وخلص المتدخلون إلى أن القيم الروحية تشكل دعائم ضرورية لبناء مجتمعات متوازنة ومتضامنة ومسؤولة، مشيرين إلى أن النهوض بقيم المواطنة والتضامن والعمل من أجل الصالح العام هي قواسم مشتركة بين الطرق الصوفية وكافة المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني. يشار إلى أن هذه الندوة، التي حضر افتتاحها والي جهة العيون- بوجدور- الساقية الحمراء، يحضيه بوشعاب، قاربت عدة مواضيع انصبت حول "التعريف بالتصوف السني : نشأته وحقيقته" و "التصوف السني والبناء النفسي والاجتماعي للإنسان" و "دور التصوف السني في الدعوة إلى الله بالتي هي أحسن…." و "كيف ساعد التصوف السني على تحصين الأمة المغربية ومحافظتها على أمنها وثوابتها¿" و "دور التصوف في تحقيق التوازن بين المادة والروح" و "المقارنة بين التصوف السني وأركان الإسلام انطلاقا من عنوان الندوة".