حوار بين مهنيي السمعي البصري لأول مرة في تاريخ القناتين الأولى والثانية، لم يحسم بسبب الخلاف بين وجهات النظر في بلورة ورقة ختامية كان مرتقبا أن تقدم جملة توصيات تمخضت عن ثلاث ورشات في اليوم الثاني من مناظرة «من أجل سياسة تحريرية إعلامية متوافق عليها». حوار اقتصر على العاملين، لم يشارك فيه المسؤولون إلا بالاستماع حينا، والغياب أحايين كثيرة. الرئيس المديرالعام فيصل العرايشي ألقى كلمة مقتضبة في حفل الافتتاح، ولم يظهر له أثر، وزير الاتصال خالد الناصيري لم يكن اسمه واردا في البرمجة، حضر في جلسة الافتتاح وألقى كلمة أكد فيها على مبدأ الحوار وهو الذي أقفله في وجه التنسيقية الثلاثية حينما أجل لقاءه إلى أجل غير مسمى قبل التوقيع على محضر الاتفاق مع فيصل العرايشي. الغائب الكبير كان الهيئة العليا للسمعي البصري، غياب نبه إليه محمد الطوزي « أنا مستغرب من عدم حضور الهاكا كجهاز مشرف على القطاع السمعي البصري ككل». الجلسة الأولى ليوم السبت غاب عنها العلمي المشيشي لعدم توصله بالدعوة مبكرا، وعوض في عرضه تحت محور «الإعلام العمومي بين منطق المؤسسة ومنطق الحرية» عبد العزيز النويضي «غياب أحد المتدخلين ألقى علي هذا العبء وكانت ستقتصر مشاركتي على التعقيب» جلسة الحوار الأولى بين مهنيي الإعلام السمعي البصري انفتحت على تجارب أوربية في الإعلام العمومي. المستشار الخاص لرئيس فرانس تلفزيون جون ريفيون أكد في تدخله أن مفهوم المرفق العام يبقى الضابط الأساس لأداء الإعلام العمومي، وهو ما يقتضي منه أن يكون في خدمة المواطن أولا وليس السلطة، وكشف ريفيون بحكم اشتغاله لسنوات في الاتحاد الأوربي للإذاعات (يصل عدد أعضائه إلى 56 دولة) أن جميع الدول لم تهضم هذا المفهوم بما يكفي، ويبقى الصراع داخلها متأرجحا بين طرفي معادلة الاستقلال وتحقيق الأرباح. أقوى لحظات هذا الحوار كانت هي لحظة تقديم شهادات مؤثرة قدمتها سمية المغراوي وفاطمة الإفريقي وأنسن بوسلامتي ومامون الأوراري مدير إدارة البرامج باتحاد إذاعات الدول العربية ومحمد العمراني، جميلة الشادلي شهادات امتزج فيها التراجيدي بالكوميدي عن الأوضاع داخل القناتين.